الكل يتحدث ويناقش موضوع التحولات بالإعلام، في أمريكا ودول أوروبا المتقدمين بهذه الصناعة والمتسيدين لها، تجد أن مفهوم إعلام جديد وقديم غير موجود في قاموسهم وهذه حقيقة تلمسها بصورة مباشرة.

الراديو الذي تنبأنا من عشرات السنين أنه سيكون من الماضي وسنتداول الحديث عنه كتراث قديم، نجد أهميته وسيطرته على آراء وتفكير الناس في أمريكا على سبيل المثال، في سيارات الأجرة وسيارات الأمريكان لا صوت يعلو على الحماس والشغف لمتابعة السباق المحموم على الانتخابات الأمريكية القادمة، تجد المذيع يتحدث بآراء جرئية ومعلومات صحفية وقدرة في التأثير ملفتة، عكس مفهوم الراديو أو المذياع لدينا، الذي تحول لمقاطع الأغاني وسذاجة بعض المذيعين وتنفير المستمعين منهم.

حتى التلفزيون الذي كانت ولازالت الدراسات تقول إنه لا يحظى بالاهتمام السابق، نجد بإمريكا والغرب مهم جداً وله تأثير وشعبية كبيرة، في نقل الأحداث وتوجيه الرأي العام، وثقة المشاهد كبيرة فيه، والعكس لدينا تماماً، فنحن لا توجه لنا، بل أحياناً نجد أن الجميع منغمس بمتابعة تفاهات بعض مشاهير التواصل الاجتماعي لأن التوجه العام هو الذي يحدد اهتماماته، باعتبار أن من الثقافة معرفة ومتابعة بعض اسماء المشاهير، والمصيبة الكبرى توجه بعض الشركات لاستغلال اي تفاهة في اشهار منتجاتها، رغم ان هذا الاشهار مؤقت ولا يدوم!

الموضوع ليس ورق واندثر، او تقنيات بث تلفزيوني او إذاعي قديمة، الموضع (إعلام) وصحافة حقيقية تبقى وتدوم، لذلك البقاء للصحافة والاعلام الحقيقي، مهما تغيرت المفاهيم.

نقلا عن الرياض