منذ زمن طويل يزيد على أربعين عاماً ونيف عملت في بدايات الوظيفة الحكومية موظفاً صغير المرتبة، لكني كنت تواقا دائماً للترقي والعمل الجاد والدراسة المثمرة، ولله الحمد، عملت في وزارة الزراعة والمياه في الادارة المالية مع زملاء من مختلف مناطق وطننا المملكة العربية السعودية، عمل معنا في نفس الادارة شاب فلسطيني قوي البنية محاسباً وراصدا لبنود الميزانية، ومتطلبات التدقيق والتوثيق للمنصرفات والمتبقي وفراً، كان ذلك الرجل مكتبه مجاوراً لمكتبي نتبادل الصحف والمجلات التي يبسط بها رجل من اليمن في مدخل الوزارة، كان ذلك الرجل العملاق هو صبحي على أبو كرش حامل لقب أبو المنذر، ابنه الذي ترعرع في وسط الرياض حيث سكن والده صبحي همه فلسطين أرضه وشعبها الأبي، كان يكتب مقالات أسبوعياً ببعثها إلى مجلات لبنانية كالحدث وغيرها تناقش فيما يكتب، فارق العمر بيننا كان يجعله أكثر عمقا ودراية بالاحداث، هو كان في أوج شبابه وأنا ابن الثامنة عشرة بعد عمر ليس بالقصير استقال صبحي ابو كرش، وبعد زمن ليس بالبعيد انضم الرجل الأشول إلى منظمة فتح الفلسطينية مسؤولاً مالياً، وتدرج في مناصب قيادية في مسارات الكفاح والنضال ضد إسرائيل مغتصبة أرض فلسطين إلى أن عاد للرياض التي أحبها وتعلم فيها ليكون سفيرا لفلسطين، يحظي بدعم نصير فلسطين الأمير سلمان بن عبد العزيز الملك الذي كان وما يزال همه نصرة قضية فلسطين.
وهنا معلومات عن المناضل والدبلوماسي أبو المنذر رحمه الله، منقولا عن عدة مواقع في الشبكة العنكبوتية فلسطينية أو عربية:
(ولد صبحي علي أبو كرش في قرية بيت جرجا قضاء غزة المحتل في السادس عشر من تموز/ يونيو عام 1936، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وثلاث بنات. درس المرحلة الأساسية في مدارس منطقة الشجاعية في مدينة غزة، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة فلسطين الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة، ونال درجة البكالوريوس في التجارة من جامعة الرياض (جامعة الملك سعود) في السعودية عام 1964. عمل مدرساً في مدارس السعودية، ثم محاسباً في وزارة الزراعة السعودية.
عدت إلى بيروت ووجدت الفندق الذي نزلت فيه يرحب بي ترحيبا حاراً ويرجون منى ابلاغهم بأي خدمة تلزمني بعد أن كانت المعاملة جافة بعض الشيء وصلت إلى الفندق سيارة عسكرية بها عدة عساكر فلسطينين ونزلت لها فقال اننا مكلفون من القائد أبو المنذر باصطحابك لمقابلته ودعت زوجتي وابني وركبت في سيارة سوداء مجللة بالسواد، ومن طريق إلى طريق ومن نفق إلى نفق ومن سيارة إلى أخرى ومن مبنى إلى مبني شعرت بالخوف، وأخيراً وصلت إلى مبنى كبير وصعدت مع مرافقين لم أرهم من قبل حتى لاقيت أبو المنذر وتعانقنا عناقاً كبيراً وعرفت سبب الاحتياطات الأمنية التي رافقت طلبي لقاء الرجل حيث أخبرت أن اسمي أو مازن وظن الرجال انني القائد الفلسطيني أبو مازن محمود عباس الرئيس الفلسطيني الحالي الذي لم يكن الرئيس شكوت لأبي المنذر هذا الرعب قال لا تخف لو حصل لك شيء كنا سنعمل لك جنازة عسكرية كبيرة.