وفي الوقت الذي عادت فيه سيدة قطر الأولى الشيخة موزة إلى أرض الدوحة، معلنة (حضور) المرأة القطرية بقوة في هذا الإنجاز العالمي الكبير، ومحطمة في الوقت ذاته (التابوه) الاجتماعي المتخلف الذي كانت تعيش فيه المرأة في المملكة والخليج، كان هناك حوارٌ آخر يجري في جدة، وتحديداً في منتدى السيدة خديجة بنت خويلد عن مشاركة المرأة السعودية في التنمية. كان الحوار، وما تمخض عنه من توصيات، يُعتبر بارقة أمل حقيقية للخروج من قمقم العادات والتقاليد التي كبّلت المرأة، وسلبتها حقوقها الإنسانية المبدئية، وصادرت منها حتى الحق في تلمس رزقها. ورغم أن المنتدى شارك فيه وزراء وفقهاء وسيدات ورجال أعمال من مختلف الأطياف والمشارب، وكان منفتحاً على آفاق الآمال العريضة التي ننتظرها من التنمية، وخصوصا التنمية البشرية، وتخليص الإنسان السعودي من التخلف، خرج أحد (كبار) المشايخ في إحدى الفضائيات الحركية، وصرّح قائلاً: (الموضوع الذي تحدث عنه هؤلاء في شؤون المرأة هم - حقيقة - لا يمثلون المرأة السعودية، فهي بمعزل عن هذه الافتراءات التي يأتي إليها هؤلاء ويدعون فيها للاختلاط ويفسرون الاختلاط بأنه التلاحم الجسدي. هذه كلها أشياء المرأة السعودية والشعب السعودي لا يرضى بأن يمثله هؤلاء).. ولا أدري كيف اعتبر هذا الشيخ أن المشاركات في المنتدى، وعلى رأسهم سمو الأميرة عادلة بنت عبد الله إضافة إلى كوكبة من سيدات الأعمال، (لا يُمثلن) المجتمع السعودي؛ فهل في رأيه أن التي تمثل المجتمع النسائي - مثلاً - (هيلة القصيّر)؟!
ما حدث في مطار الدوحة، وما حدث في منتدى جدة، يصبُّ في الاتجاه نفسه. وإذا كان هذا الشيخ يعتقد أن بإمكانه الوقوف عقبة كأداء في طريق شعب يريد أن (ينمو)، ويتحضر، ويكون له مثل بقية شعوب العالم مكاناً مرموقاً تحت الشمس، فهو تماماً كوعل الأعشى الذي أوهى قرنه بمناطحة صخرة.
نقلا عن الجزيرة