في ضوء تصاعد وامتداد التحركات والاحتجاجات الجماهيرية في العالم المناهضة للسياسات الرأسمالية وصيغتها الغابية المتمثلة بالليبرالية الجديدة، والتي شملت مراكزها الكبرى، التي باتت تعيش أزمة بنيوية خانقة ومتفاقمة تطال الاقتصاد والسياسة والمجتمع، وعلى غرار ما حصل من احتجاجات في اليابان وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وإسبانيا وغيرها، واتخاذ تلك التحركات أبعادا شعبية واسعة، ناهيك عن البروز القوي للاقتصادات البازغة مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل ودورها المتزايد على صعيد العلاقات الدولية. كما نقف عند تداعيات ثورات الربيع العربي التي فرضت نفسها بقوة على الصعيد العالمي بحكم المكانة الاستراتيجية والنفطية الخاصة التي يمثلها العالم العربي، هنا يطرح التساؤل التالي: هل نحن بصدد تشكل وتبلور وضع عالمي جديد بأنساقه السياسية والاقتصادية والعسكرية عبر تصدر دول أو قوة نوعية شعبية جديدة في مواجهة العولمة وهيمنة المراكز الرأسمالية التقليدية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية التي ورثت زعامة الامبراطورية البريطانية، وبسوقها الغابية التي تخترق الحدود والدول والمجتمعات كافة وتعمل على زيادة حدة الاستقطاب على مستوى العالم بين حفنة صغيرة تضم الدول الغنية التي تمثل 20 % من سكان العالم وبين الأغلبية الساحقة من البلدان النامية والفقيرة التي تشكل 80 % من سكان المعمورة؟
من السابق لأوانه تحديد سمات هذه الظاهرة الجديدة ووجهتها النهائية، وهل هي ظاهرة عابرة (صيحة في برية) سيتم احتواؤها وتجاوزها أو على الأقل التعايش معها عبر تقديم بعض التنازلات الجزئية إذا تطلب الأمر؟ أم أنها تعبير عن بداية تحول نوعي وتأهيل للوعي الإنساني ليس ضد الذيول والنتائج والآثار المدمرة في العولمة الرأسمالية المتغولة فقط وإنما هي دعوة ضد مضمونها ومحتواها إلا إنساني التي تحول كل شيء بما في ذلك الإنسان ووجوده المادي والروحي وأحلامه وآماله إلى سلعة تباع وتشترى وفقا لقانون السوق الغابية وبالتالي فهي تطمح إلى تجاوز هذا التنميط والتسليع للبشر والإنسان؟. المفارقة اللافتة هي الشعور والهاجس المشترك المتمثل في التشاؤم وفقدان اليقين والإحباط والاغتراب والتهميش المسيطر على قطاعات واسعة ومتزايدة من الناس بغض النظر عن تباين المجتمعات واختلاف مناطق تواجدهم (جغرافيا) أو منحدراتهم العرقية والإثنية والثقافية أو مكانتهم الاجتماعية ومستوى معيشتهم الهم الإنساني المشترك هو نتاج هذا التداخل والتشابك لكافة القضايا المصيرية التي تواجهها البشرية فالعولمة هي المرآة المقعرة التي تكشف كافة القضايا ومناحي الحياة البشرية في رؤية واحدة تطفو على السطح بقوة وعمق أكثر من أي وقت مضى مثل مفردات وقضايا الحرب والسلام والإرهاب والمخاطر البيئية (تلوث واحتباس حراري) والفقر والمرض والإرهاب والمجاعة والبطالة والمديونية والتخلف واتساع الهوة والاستقطاب بين الأغنياء والفقراء على مستوى العالم وفي داخل كل بلد، ووحدانية تحكم القوة وانعدام التكافؤ والمساواة في عالم لا يزال يفتقر إلى العدالة والحرية وحق تقرير المصير وسيادة القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية.. وللحديث صلة.
نقلا عن عكاظ
- قاضية أميركية تعرقل خطة ترمب لإغلاق أبواب «هارفارد» أمام الطلاب الأجانب
- في لبنان.. بلدة ريفية تحظر صياح الديوك
- اتفاقية “النقطة الأمنية الواحدة” لتعزيز تجربة المسافرين بين السعودية وبريطانيا
- اتفاقية لإنشاء أربع محطات لتحلية المياه في قطاع غزة
- الكشف عن أكبر قرصنة رقمية في التاريخ: تسريب 16 مليار كلمة مرور
- الولايات المتحدة تقرر فحص حسابات التواصل الاجتماعي لجميع المتقدمين للحصول على تأشيرة طالب
- بريطانيا تؤجل افتتاح خط حديدي فائق السرعة متعثر إلى ما بعد 2033
- المنتخب السعودي ينهي استعداداته لمواجهة أمريكا في الكأس الذهبية
- إطلاق مبادرة لتشجيع مبتعثي الجامعة الإسلامية على نشر أبحاثهم العلمية دوليًا
- أكثر من 700 موقع أثري جديد لسجل الآثار الوطني
هل نحن بصدد عولمة جديدة ؟
Permanent link to this article: https://www.alwakad.net/articles/63672.html