الحديث عن المصارف الإسلامية يأخذ مناحي متعددة، فهناك من يثق بهذا النوع من المصارف اعتمادا على بعض الفتاوى التي تصدر من هذا البلد أو ذاك بحلِّها، وهذا النوع ينطبق عليه القول العامي النجدي: «حط بينك وبين النار مطوع» فمعظم الناس يميلون إلى التعامل الإسلامي ولا يجدون أمامهم إلا المصارف التي تدعي تطبيقها للنظام الإسلامي فيتجهون إليها تلقائيا لعلها تكون أفضل من غيرها ممن لا يدعي ذلك الادعاء.. وفريق آخر لا يرى أن للإسلام علاقة بتلك المصارف، وأنها مثل غيرها سواء بسواء.. أما الفريق الثالث فيراها أسوأ من غيرها كثيرا، لأنها تسيء للإسلام الذي لا تطبقه مدعية غير ذلك، وفوق هذا فهي (تسلخ) المقترض أكثر من البنوك الأخرى.
مدينة الدوحة ستستقبل أكبر تجمع لعلماء الاقتصاد الإسلامي وخبراء الصيرفة في مؤتمر أطلق عليه «مؤتمر الدوحة الثاني للمال الإسلامي»!! وكأن هناك مالا إسلاميا وآخر غير إسلامي!! وعلى أية حال فلعل أحد الخبراء أو العلماء إذا عثر على مال «غير إسلامي» أن يحيله إلي لأضعه في كيس أسود وأقذف به إلى غرفة نومي فلا يرى النور أبدا عقابا له لعدم إسلامه!!
وفي البحرين سيجتمع القوم ــ أو من يشبههم ــ لإطلاق تقرير التنافسية للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية عام 2011 ــ 2012، وللمعلومية فإن المدير التنفيذي لهذا المؤتمر العالمي الإسلامي هو «ديفيد ماكين»!! ولست أدري هل هذا المدير يصنف عند العلماء من المال الإسلامي أم المال الحرام؟! وكيف سيتمكن «ديفيد» من إدارة هذا المؤتمر العالمي وهو لم يتغذ من المال الحلال الذي تغذى عليه الحاضرون من العلماء؟! إلا إذا كان نظام المؤتمر قائما على مبدأ «مش حالك» وخليك متسامح، والتشدد ما فيه خير..!!
وعلى طريقة «مش حالك» سأعطي «ديفيد» لقب شيخ ــ مؤقتا ــ لمناسبة المؤتمر فأقول: الشيخ أكد في حديث لصحيفة «أخبار الخليج» الصادرة في 13/12/1432هـ أن مجموعته وفرت مجموعة من المنتجات الصيرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وأحكامها!! كما أن قطاع التمويل الإسلامي تطور عالميا، وتوحدت أحكامه بحسب ــ أيضا ــ الشريعة، وهذا يسهل ــ حسب قوله ــ التواصل العالمي بين هذه البنوك وسواها!!
أقول: أعان الله هذه الشريعة التي يتجاذبها الكل لكي تتوافق مع رغباتهم ــ مهما كانت ــ ولم أفهم من كلام الشيخ «ديفيد» كيف أحكام الشريعة توحدت أمام كل الأحكام المصرفية؟! ولكن إشارته إلى أن هذا التوحد وذلك المجهود سيسهل التقارب والتواصل العالمي بين كل أنواع المصارف هو فصل الخطاب.. وهو الذي يؤكد أن هذه البنوك لا تختلف عن سواها في نهاية المطاف!!
الذي يضع علامات استفهام كبيرة وكثيرة أمام ما يقوله البعض عن هذه البنوك من مديح لا حد له، وأنها إسلامية حتى النخاع، وأن غيرها لم يدخل الإسلام بعد كثرة الأموال التي يأخذها هؤلاء من البنوك (الإسلامية!!) وكثرة عدد البنوك التي تستضيف الواحد منهم ليكون ضمن لجنتها الشرعية، حتى أن الواحد منهم قد يكون فقيها لأكثر من ثمانين بنكا في وقت واحد داخل بلده وخارجه!! وهذا يتيح له جني أموال (إسلامية) يسيل لها اللعاب وتسهل معها الصعاب.
وإذا كان الذين يثنون على هذه البنوك بالإسلام فليعلنوا صراحة أنهم لن يأخذوا أموالا على عملهم وأنهم سيتطوعون من أجل نشر فكرة البنوك الإسلامية؛ لأنهم إن فعلوا ذلك فيصدقهم الناس ويكون كلامهم أقرب إلى القلوب، أما إذا كان الشأن كما يعلم الكثيرون فستبقى البنوك (الإسلامية) في دائرة الشك لأسباب ذكرت بعضها وأعرضت عن البعض الآخر.
نقلا عن عكاظ
- جائزة الشيخ زايد للكتاب تفتح باب الترشح لدورتها التاسعة عشرة 2024-2025
- القمة العربية في البخرين نحو تعزيز التضامن العربي ومواجهة التحديات المشتركة
- إنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة في مصر
- اللجنة الفنية السعودية – المصرية للنقل البحري والموانئ تختتم أعمال اجتماعات الدورة الثامنة
- بنك التصدير والاستيراد السعودي يوقّع اتفاقيتين لتمكين الصادرات السعودية غير النفطية
- تحت رعاية ولي العهد«سدايا» تنظم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي سبتمبر المقبل
- انطلاق الاختبارات الوطنية “نافس” في جميع مدارس المملكة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة
- مدير وكالة ناسا يزور السعودية لبحث التعاون الفضائي
- خبيرة أممية تدين قمع حرية التعبير في الولايات المتحدة
- هونغ كونغ والسعودية تبحثان إنشاء صندوق لتتبع مؤشرات الأسهم
المصارف الإسلامية بين الحقيقة والخيال!!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/66772.html