الصحوة هي أن تستيقظ من سبات لتنتقل إلى حالة إبداع وإنتاج وتأثير في مسار حياتك ومجتمعك ووطنك. ولذلك من حقي، كمواطن، أن أتساءل عما كنا فيه خلال أكثر من عقدين من الزمان: هل كانت صحوة كما يسمونها أم كانت غفوة؟ إذا اتفقنا على أن الأمور بخواتيمها فإن ما نتج عن تلك السنوات (الصحوية) لم يقدم ما يمكن أن نعتبره مهما ومؤثرا على صعيد تقدمها وتطور مساراتها على كل الصعد الحياتية: التعليمية والعملية والإنتاجية. والسبب هو أن الصحوة اختزلت فيما يبدو في الحالة الدينية للمجتمع من باب إعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، وتجاهلت تقريبا ما عدا ذلك مما يدخل في باب إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.
ولذلك حين وصلنا إلى مرحلة محاسبة التنمية لم نجد في دفاترها ما يشفع لتأخرنا في المنافسات الاقتصادية، الإقليمية والدولية. وجدنا أنفسنا لا نزال نعاني وحدانية المورد الاقتصادي المتمثل في النفط، ووجدنا أنفسنا في مؤخرة ركب التعليم العام والتعليم العالي والتعليم التقني. ثم وجدنا شبابنا وبناتنا بمئات الآلاف يتدافعون من أبواب الجامعات والبعثات يبحثون عن وسائل للهرب من شبح الفقر والشح الذي يطاردهم وهم يبحثون جاهدين عن الوظائف والمساكن اللائقة والحياة الكريمة بصورة عامة. ووجدنا الفساد الإداري وقد عم حتى تطلب الأمر تدخلا ملكيا لإنشاء هيئة لمكافحته.!!
وهنا تماما ينشأ السؤال عن ماذا قدمت سنوات الصحوة للناس والشباب منهم بالذات؟ لا يصح حتى أن يقال إنها أعادت الناس إلى جادة الصواب، حيث لم نكن، ولم نزل، سوى مجتمع مسلم يتمسك بأهداب دينه وشريعته وتعاليم قرآنه وهدي نبيه.
وبالتالي كيف نستطيع أن نهضم أن ما سبق هو محض صحوة ونحن لم نكسب منه شيئا على صعيد حياتنا ولم يقدم لنا جديدا على صعيد ديننا؟ أفتونا أثابكم الله، وتذكروا مأجورين.
نقلا عن اليوم السعودية