•• بعد أربع وعشرين ساعة يلتقي ملوك وأمراء وقادة دول مجلس التعاون الخليجي في البحرين الشقيق.. في واحدة من القمم الهامة.. بالرغم من أن موضوع «الاتحاد الكونفدرالي» لن يحسم فيها.. وبالرغم من اسوداد أفق المنطقة الدامس الظلام.
•• لكن هذين السببين في حد ذاتهما يمثلان سببين في إضفاء الأهمية القصوى لهذه القمة.. وعقدها في مملكة البحرين تحديدا..
•• ولست هنا بصدد الحديث عن هذه الأهمية.. ولا عن طبيعة الوقت الذي تعقد فيه.. وإنما أنا بصدد السؤال عن دور المواطن الخليجي في بناء الاتحاد القادم.. كيف يراه.. كيف يريده.. ثم كيف يحميه من الضربات التي ستشن عليه من أكثر من جهة.. ومن أكثر من قوة.. لأن هناك من يهمه أن يظل الخليج ضعيفا.. بل ومهددا بخطر «الطمس» من الوجود لاعتبارات نفسية.. أو استراتيجية.. أو نفعية..
•• ولأن الوقت لم يفت بعد.. فإنني أعتقد أن على المؤسسات التشريعية كالبرلمانات ومجالس الشورى في الدول الست تقع مسؤولية استقطاب النخب وتبادل الرأي معها.. وتوفير رافد آخر يساعد أصحاب القرار على تلمس طريق العمل نحو بناء المشروع بقوة ومنذ البداية..
•• كما أن على مؤسسات المجتمع المدني أن تتحرك وأن تسهم في دعم الفكرة ومساعدة دولنا وشعوبنا على تحصين مستقبل هذا الاتحاد الضروري والهام.. وتجسير الفجوات التي قد ينفذ منها الكارهون.. والحاسدون.. والحاقدون.. لمقاومة فكرة تبني المشروع.. أو لإيجاده على أسس رخوة وغير مكتملة..
•• وليس بعيدا عن هاتين المؤسستين.. دور مؤسسة الإعلام.. ومؤسسة الثقافة أيضا.. لأن تحويل دول المنطقة ومجتمعاتها إلى دولة اتحادية متجانسة.. يعزز بعضها بعضا عملية معقدة... يعتمد نجاحها أول ما يعتمد على حصول قناعة كافية لدى 80 % من سكان هذه الدول بالفكرة واستعدادهم للدفاع عنها.. وإنجاح خطواتها.. ومواجهة كافة الأخطار المحدقة بها بقوة وإيمان وبإرادة غير قابلة للاهتزاز والاختراق..
•• صوت الناس إذن مهم.. وتكاتف وتضامن الجهود وراء الدول المتحمسة للمشروع هو الآخر مهم..
•• لكن الأكثر أهمية أن لا يطول تردد البعض في إدراك أهمية وحتمية هذا الفعل اليوم قبل غد.. وإن كان الأهم والأهم من كل ذلك هو.. وضع جدول زمني غير طويل.. لإنضاج المشروع وتطويره إلى ما هو أكبر من الاتحاد لأن الأحداث والتطورات تفرض علينا أن نفكر بطريقة مختلفة وجريئة وشجاعة للتحول إلى الوحدة في وقت غير بعيد..
•• هذا الكلام قد ينظر البعض على أنه طموح «شاطح» ومبالغ فيه.. لكن من يتأملون واقع هذه الأمة الراهن يدركون أن الوقت ليس في صالح فكرة «التمرحل» وبناء المشروع خطوة خطوة..
•• وإذا نحن لم نقتنع بذلك.. فإن الأحداث قد تأخذنا بعيدا عن هذا التفكير.. وقد تفاجئنا بما ليس في الذهن.. وعندها سنكون قد تأخرنا كثيرا عن اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. ولات ساعة مندم.
نقلا عن عكاظ

