كانت كلمات بحجم الدولة وما تعانيه من احتلال وتهويد وتدمير وقتل لكل نمازج الحياة المشروعة والحياة الوطنية التي أقرتها المواثيق والشرائع الدولية , حقائق خرجت من صدر كل فلسطيني عاشق للحرية والاستقلال في وثيقة وطنية قرأها رئيس الدولة , مفاهيم أكدت على حق الشعب الفلسطيني في النضال الوطني المشروع للتخلص من الاحتلال وحقده الأسود وانتزاع حق تقرير المصير دون إذن من احد بالأسلوب والطريقة التي يراها الشعب الفلسطيني مناسبة وتأتى بنتائج ايجابية سريعة , وثيقة كلماتها كانت كلمات رئيس دولة شرعية لا رئيس حزب سياسي يبحث عن رضي الآخرين ويتعلق بالصغائر على حساب مستقبل أمه وطموحها السياسي, أنها كلمات الرئيس أبو مازن بالجمعية العمومية للأمم المتحدة في اجتماعها السنوي العام , وثيقة كرست شرعية وطن أمام عنجهية المحتل وإصراره على العبث بتاريخ شعب فلسطين , أنه حضور سياسي فلسطيني رسمي مثل شرعية الدولة الفلسطينية أمام اكبر هيئة أممية في العالم لتؤكد على شرعية وجودها على ترابها وشرعية حدودها وقدسها وشرعية حقوقها بدأ من حق العودة وانتهاءً بالحق في الحرية للأسري والمعتقلين.
لقد أوضح رئيس دولة فلسطين من على منبر الأمم المتحدة أن فلسطين تخوض اليوم مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بنوايا صادقة مخلصة وإصرار على النجاح وتحقيق السلام وأكد أن فلسطين ستلتزم بجميع ما عليها من واجبات للوصول إلى ذلك وما على المجتمع الدولي إلا الضغط على إسرائيل لتفاوض بنوايا مخلصة أيضا لإنهاء الصراع الطويل ورفع الظلم التاريخي غير المسبوق الذي أرهق المنطقة كلها عشرات السنوات ومازال ,وأكد الرئيس على رفض أي ترتيبات انتقالية أو أي اتفاق سلام مبدئي ومؤقت أو مرحلي مهما كانت الأسباب والمعطيات على الأرض ,لهذا طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف كافة الاعتداءات الصهيونية التهويدية والاستيطانية على الأرض الفلسطينية , وفي نفس الوقت أرسل الرئيس برسائل عديدة لإسرائيل وللشعب الاسرائيلى منها " إن الاحتلال والاستيطان والجدران لا تحقق أمنا ولا تؤمن سلاما مستداما , ورسالة أخري تفيد " إن صنع السلام هو الخيار الإنساني والمنطقي و المجدي والسلام بين فلسطين وإسرائيل مدخل إجباري لتحقيق السلام بين الدول العربية وإسرائيل " .
في تلك الوثيقة قطع الرئيس الطريق على كل من يدعي أن المفاوضات لا مرجعية لها لان قرار الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين العام الماضي يعتبر من احد هذه المرجعيات لان الاعتراف بفلسطين يعنى الاعتراف بكل القرارات الدولية التي صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالإضافة إلى هيئات جامعة الدول العربية والإتحاد الأوروبي وحركة عدم الانحياز والإتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، واعتبر أن كل هذه المحددات أصبحت منذ سنوات محط إجماع دولي شامل , وهذا يعنى انه لا مفر أمام المجتمع الدولي إلا أن يكون شريكا في صنع السلام العادل والدائم , وحذر المجتمع الدولي من الاسترخاء والاطمئنان بأن المفاوضات تجري بين الطرفين وحسب بل يتوجب على الأسرة الدولية بذل كل الجهود لإنجاحه المفاوضات ، عن طريق مواصلة التأكيد من قبل المنظمات الأممية والإقليمية ودول العالم على ما تحقق كإجماع دولي حول غاية السلام وأهداف المفاوضات ومرجعياتها وأسس الاتفاق الدائم و العادل , وطالب الأسرة الدولية أيضا بأن تبقي متيقظة وهى تراقب الموقف على الأرض ويتوجب عليها إدانة و وقف أي أفعال من شأنها تقويض عملية السلام كالاستيطان في القدس وانتهاك حرمات المقدسات الإسلامية وتدنيسها عبر الدخول إلى باحات المسجد الأقصى ومنع المصلين المسلمين من الوصول بحرية إلى دور العبادة وأداء صلواتهم .
إن خطاب الرئيس أبو مازن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وبحضور كل دول العالم يعتبر وثيقة رسمية قدمتها دولة فلسطين بعد قرار الاعتراف بالدولة في سبتمبر الماضي للتأكيد عن رغبة فلسطين وشعبها الذي يتطلع إلى الحرية والاستقلال لحل الصراع بالطرق السلمية والطرق التي تمكن الشعبين من العيش في امن واستقرار , وتؤكد هذه الوثيقة سعي قيادة الشعب الشرعية لتحقيق هذا الهدف , وتطالب العالم اليوم بالوقوف أمام مسؤولياته لوقف مخطط المتطرفين اليهود وتفويت الفرصة عليهم في استخدام الجغرافيا لجعل أي حلول على أساس قيام دولة فلسطينية متواصلة الأطراف وقابلة للنمو أمرا مستحيلا وبهذا يستحيل السلام في المنطقة , ويستحيل معه إنهاء الصراع على أسس متينة وقوية , ولعل هذا الخطاب كان ضروريا لتكريس شرعية الدولة الفلسطينية امميا لتتمتع بالحقوق التي نصت عليها مواثيق تلك الهيئات دون تميز و في نفس الوقت تؤدي ما عليها من واجبات نحو نشر ثقافة السلام والاستقرار والعمل على ترسيخ مفاهيم تلك الثقافة كدولة من دول المنظومة الدولية الحريصة على السلم والاستقرار العالمي .
[email]Dr.hani_analysisi@yahoo.com[/email]
- مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُنظم مؤتمرًا دوليًا في كوريا الجنوبية حول “تحديات وآفاق تعليم اللغة العربية وآدابها”
- السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها
- كشف جديد للغاز في حقل هديبة في الشارقة
- اكبر سجادة زهور تجذب زوار مهرجان الورد الطائفي
- “تقويم التعليم” تعتمد 3 مؤسسات تعليمية و42 برنامجاً أكاديمياً لنتائج شهر أبريل 2024م
- مجمع الفقه الإسلامي الدولي يثمّن بيان هيئة كبار العلماء في المملكة بشأن عدم جواز الحج دون تصريح
- مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية
- إبرام أول صفقة بين جامعة أميركية مرموقة وطلاب مؤيدين للفلسطينيين
- المعهد الوطني لأبحاث الصحة يطلق مبادرة أبحاث الأوبئة والتقنية الحيوية
- “تعليم جازان” يحقق المركز الأول في برنامج الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي
خطاب ابو مازن وثيقة كرست شرعية الدولة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/84432.html