الاستثنائيون هم أولئك الذين يكتشفون مواهبهم ويدركون قدراتهم فيفجرون طاقاتهم وقد يحرقون ذواتهم لتشع نورا تضيء دروب الآخرين ، فعظمة الإنسان تقاس بعظمة وجميل ما يقدمه من خير للآخرين ، إن اعتماد الرتابة السهلة والروتين المتكرر أسلوب حياة لا يقود إلى تخطي الصعاب التي هي جزء هام من دروب الرقي للمعالي ، ولو أن البعض في مثل هذه الأوضاع يحلم كثيرا ؛ لكن الأحلام هذه لا تتحقق إلا بتحويلها الى أهداف تتحقق في اليقظة وفي العمل الموجة الجاد والعطاء المستمر ، ويمكن القول إن الفرق بين أولئك الاستثنائيون المميزون وأولئك الذين يغرقون في أحلامهم إن لم نقل الفاشلين ، هو أن الاستثنائيين اكتشفوا مواهبهم وفهموا وأدركوا قدراتهم وأحسنوا توظيف طاقاتهم وإمكاناتهم ..
يمتلك الكثير منا ما يتميز به عن الآخرين لكن اكتشاف تلك المواهب وتنميتها هو مفتاح ما يجب العمل عليه ، فإذا ما شئت أن تتميز فما عليك أولا إلا إنارة زاوية الموهبة التي تمتلكها لاكتشافها وتنميتها في ظروف ملائمة لها ، فالاستثنائيون يكونون تلك الظروف ؛ ليشكلوا منها ظروفا جديدة تتلاءم ومواهبهم وطموحاتهم وتطلعاتهم ، فهناك يبذرون فيها بذورهم الصالحة وهم عادة ما يخترقون العادة ، فلا يسلكون الطرق المزدحمة المعتادة ، إنما يعبدون طرقهم الخاصة بهم والتي عادة ما يخاف أن يسلكها الآخرون ، إنما يطوعون تلك الطرق ببذل الكثير من الجهد المعرفي المركز والمنسق ويسترخصون أغلى ما يملكون للوصول إلى الهدف..
للأمانة يجب الاعتراف انه لابد من أن تتوفر ظروف أولية مبدئية أسميناها حاضنة الابداع أو البيئة الفكرية سابقا، يستطيع أن ينطلق منها هؤلاء بالإضافة إلى الموهبة والذكاء والقدرات العقلية المميزة والملكات الفطرية التي يمتلكونها ، والتي لها الدور الأهم في النجاح والإبداع ، فلا يمكن أن يتحقق إبداع من بلاهة أو غباء ، فالمرتكز الأول لأي ابداع استثنائي هو الموهبة الاستثنائية ، فلا ابداع دون موهبة ..
إذن لا بد من توفر حاضنة الإبداع الأولية التي تساعد على نمو بذرة الابداع هذه ، ومن تلك الظروف والبيئة المحيطة بالفرد وخاصة البيئة العلمية والثقافية والعائلية والاجتماعية والمؤسساتية والظروف الاقتصادية الداعمة المتاحة والسياسية ، وأهمها حرية التفكير والتعبير والبحث العلمي ، فإذا وجدت هذه البذرة الصالحة والتربة الصالحة وتناولتها أشعة الشمس لتنعشها بنورها ، ستنمو شجرة مميزة على رفيقاتها بارتفاع قامتها واستقامة عودها ونظارة جمالها ، والأهم ستتميز بجميل عطائها ..
تكمن في داخلك كمية هائلة من الطاقات والقدرات فاستجمع قواك وفجر طاقاتك ، محولا إياها إلى حقائق عملية مفيدة وجميلة ترفعك إلى السماء .. إن النجاح والإبداع يصنع صنعا من مادة الفكر والمعرفة ، فتكون قاطرته العمل المخلص والدءوب ، والعطاء المستمر غير المحدود ، فإذا كانت لديك الموهبة وأردت أن تكون استثنائيا ما عليك إلا أن تبذل جهودا استثنائية ؛ لتخلق مادة ابداعية استثنائية ايضا ، فكن استثنائيا فلم يعد يتسع هذا العالم الواسع الشاسع للتكرار
إن كل ما تستطيع تخيله تستطيع تحقيقه ، وذلك بمقدار وضوح صورته في مخيلتك..لا بد من القول أيضا أن الابداع هو إبداع الفقراء لا وصول الأغنياء ، فاجعل إبداعاتك فريدة فهي لا تشبه أي ابداع ..
- بحث مستقبل الاستثمار والابتكار بالجامعات
- لبناء القدرات وتبادل الخبرات وزارة الدفاع توقّع مذكرات تعاون مع 10 جامعات
- رئيس الوزراء الكوبي يلتقي ممثلي القطاع الخاص السعودي باتحاد الغرف
- اليابان تطلق مركبة الشحن “إتش تي في-إكس” إلى محطة الفضاء الدولية
- الأمين العام للأمم المتحدة يأمل أن تلتزم بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية
- بروكسل تعد القاهرة بمساعدات بقيمة 4 مليارات يورو خلال أول قمة أوروبية – مصرية
- لشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء ورئيسًا عامًا للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير
- الأمير محمد بن سلمان يوافق على اتفاقية مقر لمركز «أكساد» في المملكة
- 339 مبتعثًا سعوديًا يدرسون الأمن السيبراني في أكثر من 85 جامعة أمريكية تعزيزًا لتصدر المملكة العالمي في هذا المجال
- بدء أعمال هدم جزء من البيت الأبيض.. وترامب: سنبني قاعة رقص كبيرة
الاستثنائيون
Permanent link to this article: https://www.alwakad.net/articles/86932.html

