السابع عشر من رمضان يوافق ذكرى غزوة بدر الكبرى التي فرق الله بها بين الحق والباطل، وصار المسلمون بها قوة يحسب حسابها ليس عند قريش في مكة بل في الجزيرة العربية وخارجها، وفي هذه الذكرى العظيمة أرسلت تغريدة قلت فيها: «في 17 رمضان ذكرى غزوة بدر (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) فاللهم، إن قومنا العرب الآن في ذلة، تكالبت عليهم الأمم، اللهم فانصرهم» وقد غرد أحد المتابعين الفضلاء متسائلًا «لماذا الدعاء للعرب؟! لماذا لا يكون شاملًا لعموم الإنسان، الخلق عيال الله» فكان ردي أن الدعاء للعرب لأنه لا يمر شعب بمثل ما هم فيه من ذلة وفرقة، وليس لها من دون الله كاشفة، ولا شك أن الإنسانية في مأساة.
الطائفية مزقت العرب واصبحوا كقبائل الجاهلية العربية يقاتل بعضهم بعضًا، ويمزقون وحداتهم الوطنية بأنفسهم ويسمحون بتصدير الفوضى الخلاقة أو الهدامة لكنهم أصموا آذانهم وامتشقوا سلاحهم وصوبوه إلى صدور بعضهم، فهل هناك ذلة وفرقة أشد من ذلك؟!
كان هناك اتفاقية الدفاع العربي المشترك فلم تعد تذكر، وكان هناك نظام جامعة الدول العربية الذي ينص على أنه لا قرارًا عربيًا إلا بإجماع عربي، فأين هو الآن؟ وكان هناك دعوات تصارخ بها الإذاعات وتبح بها الحناجر عن الوحدة العربية، وعن الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، فأين هي الآن؟ بل أين الجامعة العربية، اختفت حتى من الأخبار.
كان موقف العرب موقفًا واحدًا موحدًا «إن قضيتهم الأساسية هي اغتصاب فلسطين» فصار دور بعضهم التنسيق الأمني مع المحتل، ودور آخرين تجاوز الهرولة إلى نسيان قضية اسمها فلسطين، أرأيتم كيف صار العرب وحيدين في الذلة والفرقة في العالم، في حين أن العالم يتحد اقتصاديًا ويتجنب الوحدة السياسية حفاظًا على أواصر الوحدة.
مؤلم ما وصل إليه وضع العرب لكل من في قلبه ذرة من حب أمته، ولا غرابة أن يعتصر الألم كل عربي مهموم بهموم أمته، من كان يتصور أن يفجر شاب نفسه لقتل عربي أو مسلم في مسجده ولم يعد يذكر عدوًا يغتصب أرضه، بل يفرح العدو ليلًا ونهارًا من تمزق العرب ويفاخر بذلك؟! فلتكن مؤامرة، أين غاب العقل العربي والعقلاء من العرب؟!
العرب للأسف في ذلة وفرقة ولا نملك إلا الدعاء ومد اليد إلى السماء، فلا يأس من نصر الله الذي كان في عين جالوت وفي تحرير القدس على يد صلاح الدين وفي غيرهما بعد أزمان من الذلة والفرقة، ولكن إذا استيقظ الوعي العربي.
نقلا عن المدينة