قد يكون هذا السؤال غير تقليدي نوعاً ما كما أنه لن يكون سؤالاً اعتياديا يصدر من مهتم بالشأن العقاري كما أن البعض قد لا يفهم مغزى السؤال أصلاً إذ إن الغالبية قد يتحدثون عن أمور تقليدية مثل ارتفاع أسعار العقارات وعدم تملك نسبة كبيرة من المواطنين سكنا لهم إلى آخره ولكن قد يغفل الكثير عن مدى أهمية وجود ثقافة لدى الجيل الجديد من الشباب لتملك المنزل والتي كانت مفقودة في السابق.
مع الأسف أن معظم الشباب السعودي نشأ على أولويات حياة أساسية غير صحيحة وهي بما يعرف بهرم الأولويات فلو طلبنا من مجموعة من الشباب ترتيب أولويات المتطلبات لديهم فأنا أؤكد لكم أن مجموعة الأولويات ستضم سيارات فارهه والزواج والسفر وشراء كماليات كجوال وحاسوب شخصي وغيره أي لن تجد من ضمن أولوياتهم شراء منزل أو أرض ولو سألناهم وماذا عن شراء المنزل ؟ قد يجيب أن هذا ليس من مسؤولياته وهي إما مسؤولية والديه أو الدولة أي إن الأمر ليس له أولوية قصوى أو حاجة ماسة في الوقت الحاضر لدى الكثير من الشباب مع الأسف فهم بكل بساطة يسكنون مع ذويهم في البيت بل وإن معظمهم لا يتحمل تكاليف إقامته في المنزل أصلاً وبالطبع عندما يكبر هذا الشاب يبدأ في اكتشاف مدى أهمية حاجته للسكن كما أن الوقت الذي قضاه في الصرف على الأمور غير الهامة ستضيع عليه فرصة نجاح تملك منزل الأحلام من البداية .
عزيزي القارئ إن ثقافة تملك السكن ليست فقط في إعداد الشاب على الرغبة فيه أو أهمية السكن له ولكن تكمن في عدة أمور وهي:
• ثقافة اختيار العقار المناسب له لكل فترة عمرية مثل شقة صغيرة أو أرض سكنية
• تربية الجيل على أهمية أن يكون تملك العقار من أساسيات والأولويات الأولى له
• تربية النشء على تخصيص ميزانية مبكرة لشراء العقار المناسب من البداية أو مبلغ لدفع الدفعة الأولى لشراء منزل
• تربية النشء على أهمية الادخار في سن مبكر ونبذ البذخ والإسراف في ما هو غير ضروري وذلك لتوفي أكبر مبلغ ممكن لشراء أرض أو دفعة أولى لتقسيط منزل
• تربة النشء من الشباب على أهمية الثبات في وظيفة واحدة أطول وقت ممكن وبناء تاريخ ائتماني جيد يكون معينا لهم في قبولهم لدى البنوك وشركات التمويل العقاري لتقسيط منزل.
إن تلك الطريقة هي من الأساسيات التي يجب أن يعيها الشباب ويجب أن يؤسس نظامه المالي عليها وبهذه الطريقة ستصبح نسبة تملك المساكن للمواطنين كبيرة بإذن الله خلال 10 سنوات القادمة وقد تصل إلى نسب مرتفعة تواكب الدول الأخرى المجاورة .
لست أضع كامل اللوم على المواطن في عدم تملك المساكن ولكني أود أن أبين أن أي حل لمشكلة المساكن دون أن يكون المواطن مؤهلا لذلك فلن تكون ذات جدوى ولن تنجح المساعي في رفع نسبة تملك المساكن للمواطنين فلا يمكن أن نجعل السبب الرئيسي لعدم تملك غالبية المواطنين للمساكن ارتفاع الأسعار وبدليل أن المشكلة كانت موجودة حتى قبل ارتفاع الأسعار.
نقلا عن الرياض