أعلن أول أمس عن الميزانية العامة للدولة، ولم تكن مفاجئة للاقتصاديين ومن يقرأ بلغة الأرقام، فحققت الدولة وفراً مالياً قدره 306 مليارات ريال فعليا عن عام 2011 وهذا رقم جيد وكبير مع أن المصروفات الفعلية ارتفعت بما يقارب 250 مليار ريال . تم تخفيض الدين العام للدولة من ما يقارب 167 بليوناً الى 135.5 مليار ريال بحيث وصل الآن الدين العام إلى ما يقارب 6٪ من الناتج المحلي، أرقام مميزة كفائض ودين عام وإيرادات . لكن ما نحتاج إليه وبأهمية كبرى هو ماذا تحقق للوزارات والجهات والهيئات الحكومية ؟ وهذا ما يفترض أن يحدث من تفصيل له، بحيث نسأل ما هي الأهداف التي وضعت لسنة 2012 لوزارة الصحة والتربية والتعليم والبلديات والنقل والزراعة والمياة والجامعات ووزارة العمل من حيث حلول البطالة والتوظيف وكل جهة حكومية، وحين توضع الأهداف في بداية العام يصبح هناك وضوح بما احتاج ماليا وأيضا " وهذا مهم " التزام " بالوقت " أن انجز هذا العمل أو المشروع والاهداف خلال السنة وإن لم ينجز خلال السنة كأي مشروع يحتاج سنتين أوثلاث أن يوضح نسبة ما أنجز منه، وهل يسير بلا تعثر أوعقبات. حين نحدد الأهداف والمتطلبات المفترضة على كل جهة حكومية سيصبح لزاما عليه تحقيقها، وإن لم تتحقق فهناك خلل حدث ، ولا يشترط أن الخلل حدث بسبب تقصيرالوزارة نفسها فقد يكون من مقاول، أوتغيرأسعار، أوتأخر الدفعات المالية وغيرها.
إننا نحتاج شفافية كاملة في العمل والانجاز المفترض أن يتم، فلا تترك الوزارات أوالهيئات للعمل بأوقات مفتوحة بلا نهاية، ويصبح المشروع المفترض أن ينتهي بسنتين ينتهي بأربع وهكذا، نحتاج إلى التزام بالاهداف، أن توضع الأهداف والزمن المفترض تحقيقه ، وحين يأتي نهاية العام نقارنها بالاهداف ماذا تحقق ؟ حين نضع هذا الشرط والالتزام على كل وزارة وهيئة حكومية، سنجد أن بوصلة المشاريع والانجاز تتغير، نثق بكل من يعمل ويجتهد ولا نلوم احدا بشيء حين يقر ذلك، وهذا هو أفضل "فلتر" لانجاز الاعمال. فلماذا تتأخر المشاريع والانجازات لسنوات ونعيش أزمات لا تنتهي ؟ لأن الاهداف " الزمنية " مفتوحة وهذا خلل، وأن ما يحدث الآن يصعب عملية متابعة وتقدير ماذا انجز، بمعنى كشف تفصيلي لكل الاعمال والانجازات التي يفترض أن تتم، واعتقد هنا دور وزارة المالية بمتابعة ذلك باعتبار أنها من يصرف الأموال لمشاريع الدولة، وحين توجد "إدارة المتابعة للمشاريع والاهداف " سنرى شيئاً مختلفاً، وأن اي خلل يحدث بعدم تحقيق الاهداف يستلزم إجراءات أخرى أوهكذا يفترض.
نقلا عن الرياض