جاء في مقال للكاتب المصري (محمد شومان) أن التعامل مع الحكم الجديد بقيادة (الإخوان)، المتحالفين حتى اليوم مع السلفيين، يمثل خبرة جديدة على مصر، مسلمين وأقباطا، تتقاطع مع زيادة وتيرة تديين السياسة، وحصار مدنية الدولة وقيم الوطنية، وهي أمور تثير قلق ومخاوف للقوى المدنية والأقباط خاصة. انتهى.
(ولحلحلة) هذه الإشكالية - إن جاز التعبير - لدىّ اقتراح قد يبدو غريبا أو هزليا، لكنني أشهد الله أنه جاد كل الجدية، وأرجو ألا تأخذ بعضكم الظنون، فتعتقدون أنني أتهكم وأشطح بخيالاتي كعادتي المتبعة عندما تحاصرني الهموم، لا أبدا، فالموضوع في حد ذاته لا يحتمل أي سفسطات أو فزلكات.
وملخص هذا الاقتراح البسيط والعملي هو كالتالي:
لماذا لا تقام مباراة مفتوحة بكرة القدم في استاد القاهرة بين الإخوة القساوسة، والإخوة المشايخ، ويكون حضورها للجماهير بتذاكر مدفوعة الثمن؟! وإنني على يقين أن الاستاد سيكون مكتظا عن آخره، وريع تلك المباراة يذهب لمستشفى معالجة الأطفال المصابين بالسرطان مثلا، وهو المرض الأعمى الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي.
واخترت كرة القدم بالذات دون كرة السلة، أو المصارعة، أو شد الحبل، لما لتلك الرياضة من شعبية جارفة عند السواد الأعظم من الإخوة المصريين، فالمولود هناك من أول ما يسقط من رحم أمه يبحث عن الكرة أولا قبل أن يبحث عن ثدي أمه.
وليس هناك ميدان حرب أشرف من ميدان اللعب والرياضة التي من المفروض أنها تطهر الصدور من أدرانها، مع الأخذ بعبرة الجريمة التي لا تغتفر، والتي أعتبرها وصمة عار على كل من شارك فيها، ألا وهي المباراة الكارثية التي وقعت بين الأهلي والمصري، وهي مباراة خارجة عن إطار العقل بأي مقياس من مقاييسه.
والذي فتق ذهني عن هذه الفكرة اللطيفة الحضارية هو ما شاهدته في قناة (BBC) الفضائية، وكانت تستعرض فيه وقائع مباراة ودية على ملعب مدينة (زينيتسا) البوسنية.
وشاهدت مشايخ المسلمين وهم يخلعون عمائمهم وقفاطينهم، وقساوسة المسيحيين وهم يخلعون قلنسواتهم وأرديتهم خارج الملعب، ثم يرتدون جميعهم الملابس الرياضية، وكان فيهم الشاب والعجوز والبطين والمعصعص لا فرق أبدا ولا محظور، المهم هو فقط اللحاق بالكرة مع كثير من الابتسامات والروح الرياضية والمحبة، وفي النهاية خرج الجميع فائزين ومتعانقين.
هل تعلمون أن تلك البلاد التي أنهكتها الحرب الطائفية المقيتة قد ذللتها وعالجتها وخففت من وطأتها وجففت منابعها مثل تلك المباريات الدورية، التي لا يزيد ثمن تذكرة الدخول فيها على دولار واحد؟! لكن من شدة تهافت الجماهير على حضورها بعشرات الآلاف شهريا خلال ثلاث سنوات إلى الآن، استطاعوا من ريعها أن يبنوا أكثر من (حضانة) للأطفال، وأكثر من مصح (للمعاقين)، وأكثر من مدرسة ابتدائية يدخلها التلاميذ المسلمون والمسيحيون الكتف للكتف.
والله لو أن هذا الاقتراح نفذ لكنت من أول الحاضرين، ولا أستبعد أن من يقرأ هذا الكلام سوف يسبقني في الحضور، وسوف يدفع ثمن التذكرة عن طيب خاطر، وهناك احتمال أنه سوف يدعو لي أو يدعو عليّ.
يا ناس، يا هوه: الدين لله والوطن للجميع، ولكن (!!).
نقلا عن الشرق الاوسط
- اتفاق سعودي قطري لتبادل المعلومات الأمنية
- لبنان يطلق مناقصة لبناء محطة للطاقة الشمسية
- الطلاب يعودون إلى فصولهم بدون هواتف محمولة
- اجتماع عربي لاتيني لدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة
- في نيوم عبور المسافرين للجوازات سيكون ببصمة الوجه وخلال 10 ثوان
- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية يدشّن “كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات”
- الأمم المتحدة قد تصوت على قرار لإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية
- اكتشاف نوع جديد من السرخسيات ذات القدرة على علاج الزهايمر في جنوب غربي الصين
- رئيس مجلس الدولة الصيني يبدأ اليوم زيارة إلى السعودية والإمارات
- استمطار السحب.. تجارب ناجحة لتعزيز التنمية المستدامة
مباراة في كرة القدم بين القساوسة والمشايخ
Permanent link to this article: http://www.alwakad.net/articles/78382.html
Older posts Newer posts
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
1 comment
1 ping
10/12/2012 at 11:25 ص[3] Link to this comment
و الله يا أخي مشعل لا أظن بأن هناك من هوأكثر حاجة كي يتطهر من قلبك الذي لا يعجبه العجب و لا الصيام خلال و في غير رجب و الذي يستعصي علي فهمه هو تناقضك الواضح فمرة ترى دخول الجميع في بوتقة واحدة يتم من خلالها تطهيرهم من كل ما علق بهم كالرياضة و هذا معقول و مقبولوو على الطرف الآخر إرسالك السهام على كل ما يمت للدين بصلة دونما سبب ظاهر و دونما حتى نقد لكل ما عدا أمور الدين فهل أصبح الدين و المتدينون مرمى لنبالك حتى لو لم يمسسك أي من ذلك بسوء؟ أنا بصراحة ما فهمتك و بالتأكيد هذ خطؤك أنت بلا شك!!