واشنطن 31 ديسمبر 2018 (شينخوا) لقد أسهمت الصين والولايات المتحدة في الاستقرار والرخاء بالمنطقة والعالم خلال العقود الأربعة الماضية، وفقا لما قاله البروفيسور أود آرني ويستاد، الاستاذ في قسم العلاقات الأمريكية -الآسيوية بجامعة هارفارد، في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا.
في الأول من يناير عام 1979، أقامت بكين وواشنطن العلاقات الدبلوماسية رسميا، ومنذ ذلك الحين، لم تسهم العلاقات بخدمة مصالح كلا البلدين ومنفعة شعبيهما فحسب، بل تمتعت أيضا بأهمية بعيدة المدى للتنمية الإقليمية والعالمية.
وأضاف البروفيسور ويستاد، أن العلاقات الصينية-الأمريكية ظلت منذ تأسيسها عام 1979، حيوية لانفتاح وحرية النظام التجاري بالعالم، موفرة فرصا تنموية وانتشارا للتكنولوجيا على المستوى العالمي، إضافة إلى دعم استقرار الشئون العالمية.
وأوضح الاستاذ في هارفارد، أنه “رغم الصعود والهبوط، ولكن هذه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ليست مضطربة بطبيعتها، وهذا ما أسهم كثيرا بفترة أكثر سلاسة للشئون الدولية خلال المرحلة الأخيرة من الحرب الباردة وبعد انتهاء تلك الحرب”.
وأكد على أن العلاقات الثنائية الصحية عموما بين واشنطن وبكين، أسهمت كثيرا أيضا لصالح المنطقة.
فعلى سبيل المثال، قال إنه “رغم أن المصاعب مازالت قائمة في قضية شبه الجزيرة الكورية، وأماكن أخرى، ولكن منطقة شرق آسيا عموما، ظلت مميزة بالاستقرار والرخاء، ويعتبر التعاون الصيني-الأمريكي ضروريا لذلك”.
وقال في مقابلته مع ((شينخوا)) إن الصين لم تسعى إلى تغيير النظام الدولي الحالي، لأن هذا النظام يخدم الصين جيدا ويسهم في نجاحها في الإصلاح والانفتاح.
وأضاف أن المقارنة بين التنافس بين واشنطن وبكين، وبين “حرب باردة جديدة” تظهر كعنوان مبالغ فيه أحيانا، هي مقارنة في غير محلها تاريخيا، وتعبر عن استخدام خاطئ للمصطلحات.
وأكد على أن التنافس بين البلدين في التجارة والاستثمار والتكنولوجيا مختلف تماما عن مدى وحجم التنافس العالمي بين واشنطن وموسكو، ومعهما حلفاؤهما، خلال فترة الحرب الباردة.
وأضاف “وبدلا من قطبين متمثلين بالولايات المتحدة والصين، فإن العالم يتجه نحو هيكل متعدد الأقطاب”.
وأوضح “أن القوى العظمى تنافس بعضها البعض، وهذا ما تعلمناه من التاريخ، ولكن القضية هي أي نوع من التنافس سيحصل، وفي أية مجالات يمكن للجانبين أن يتعاونا، وهذا هو الأهم”.
وقال في المقابلة إنه متفائل إزاء تطور العلاقات الأمريكية-الصينية، مؤكدا على أنه “من منظور صورة كاملة، مازال هناك إمكانية للولايات المتحدة والصين أن يعملا معا في العديد من المجالات الرئيسية، وستكون سياسة المشاركة المستمرة مفيدة لكلا الجانبين”.
وأشار أيضا إلى أن الولايات المتحدة والصين قد أقتربتا من بعضهما عام 1979 بعد مسافة طويلة كانت فاصلة بينهما، ليس لأنهما اتفقتا على كل شيء في ذلك الحين، بل لأنهما تحدثتا عن مواضيع وتعاونات عملية وبمنظور براغماتي.