(CNN)– تنتشر في الكثير من دول العالم ما يعرف بـ "بنك الخلايا الجذعية" وهي تلك البنوك التي تحتوي على عينات من دم الحبل السري للجنين عند الولادة، ويقول العلماء إن هذه العينات من الدم تحتوي على خلايا يمكن الاستفادة منها مستقبلاً لعلاج بعض الأمراض التي قد تنشأ مستقبلاً.
ولكن ما هي أهمية أن يحتفظ كل أب وأم بعينات الدم هذه لابنهما بعد ولادته، وهل فعلاً ستكون هذه العينات البسيطة مفيدة في علاج بعض الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان؟.
تجيب الاختصاصية في طب الأطفال الدكتورة جينيفر شو، وتقول إن بعض الناس يرى ضرورة الاحتفاظ بعينات من دم الحبل السري لأولادهم، فيما يرى آخرون أن الأبحاث في هذا المجال ما زالت في بداياتها، والاحتفاظ بهذه العينات لن يكون ذو فائدة.
وتضيف شو "للاحتفاظ بتلك العينات، يتطلب الأمر سحب الدم من الأوعية الدموية للحبل السري، ثم تخزينها لاستعمالات مستقبلية محتملة."
"وتحتوي عينات الدم المأخوذة هذه على خلايا جذعية، وهي خلايا لم تتمايز أو تتخصص بعد، والتي يمكن تحفيزها لاحقاً لتخصص وتصبح خلايا عضلية أو أنسجة أو غيرها."
وتتابع "هذه الخلايا يمكن استخدامها في علاج بعض الأمراض مثل سرطان الدم، ومشاكل نخاع العظم، وبعض مشاكل جهاز المناعة."
وتشير شو إلى أن الدراسات بينت أن طفل واحد من بين كل ألف إلى مائتي ألف (وفقاُ للدراسات والأبحاث)، معرض للإصابة مستقبلاً بمرض يستدعي وجود الخلايا الجذعية الخاصة به للتمكن من علاجه.
وتشعر العائلات التي تلجاً لبنك الخلايا بطمأنينة أكبر من غيرهم حيال مستقبل أبنائهم، وهو أمر يشبه التأمين على سيارة مثلاً، فقد تدفع نقودك ولا تستفيد ممن التأمين.
وتشير شو إلى أن من الضروري اللجوء لبنك الخلايا في حال أصيب أحد أفراد العائلة سابقاً بمرض يستدعي وجود الخلايا الجذعية، مخافة عودة المرض لفرد آخر من العائلة.
كما ترى أنه من المناسب التبرع بالخلايا الجذعية لأنه من الممكن أن يستفيد منها الآخرون، تماماً كالتبرع بالدم.
وفي النهاية توجه الاختصاصية نصيحتها بالقول"من الواضح أن من الضروري الاحتفاظ بعينات لدم الحبل السري للأطفال في بنوك خاصة إذا كان هناك تاريخ في العائلة لأحد الأمراض التي تستدعي وجود الخلايا الجذعية، أما إن لم يكن، فمن الأفضل التبرع بها للبنوك العامة ليستفيد منها الآخرون."