كنت إلى وقت قريب أظن أن أفضل اسم يمكن أن يحمله العام الهجري المنصرم هو عام المليارات، ولكنني أجدني اليوم ميالا إلى تسميته بعام الفقاعة!، لكثرة ما شهده فقاقيع .. أو فقاعات، اختاروا صيغة الجمع التي تعجبكم وستجدون في نهاية الأمر أن الفقاعة كيفما جمعت ستبقى فقاعة لأنها مهما كبرت أو تكاثرت أو ارتفعت قليلا في الهواء تنتهي إلى لا شيء!.
حكاية الكاشيرة أيضا فقاعة فكرية مؤسفة .. كالعادة عملوا من الحبة قبة .. إنهم يتسامحون مع موظفة الاستقبال في المستشفى ويثورون ضد الكاشيرة!، وهذا يعني أننا نحتاج إلى فقاعة فكرية في كل سنتيمتر على طريق التنمية!، هذا يعني أننا نحتاج إلى نقاش طويل عريض حول كل إجراء عوضا عن الاتفاق على عنوان لتحديد الممنوع من المسموح، يجب أن نناقش كل وظيفة نسائية على حدة وأن نتوقف عند تفاصيل التفاصيل عند كل إجراء ثم ننطلق لنخوض حربنا الفكرية المضحكة .. الكاشيرة!! .. يا لها من فقاعة فكرية!.
كذلك الحال بالنسبة لمسرحية الجني والقاضي المسحور فقد كانت فقاعة كاريكاتورية طريفة .. عرض كوميدي مبهر قام الفساد بإنتاجه وإخراجه بالإضافة إلى استئثاره بالبطولة المطلقة، بينما تحولنا نحن ــ الضحايا ــ إلى متفرجين يتحرقون شوقا لمتابعة الفصل الأخير من المسرحية، واليوم لا نعلم ما الذي حدث بخصوص قضية الفساد في المدينة المنورة والتي هرب بعض أطرافها خارج البلاد؟، كل ما نعرفه أنها كانت فقاعة مثيرة من شأنها أن توضح لنا كيف يحول الفساد حياتنا إلى مهزلة؟!.
السيارة غزال مثلا كانت فقاعة صناعية نموذجية .. أعجبتنا صورها ولكننا لا نعرف متى يتم إنتاجها وبيعها في الأسواق؟!، وقد دارت بعض الأحاديث بأن مصممها الفعلي خارج جامعة الملك سعود، السؤال الذي يعتبر حدا فاصلا بين الإنجاز والفقاعة هو: هل يوجد مصنع ينتج هذه السيارات داخل السعودية؟! .. نتمنى أن تكون الإجابة بنعم أو لا!.
كما شهد هذا العام أيضا ظهور الشيخ يوسف الأحمد بفقاعاته الاحتسابية المتواصلة والتي بدأها بفقاعة هدم المسجد الحرام وأنهاها بفقاعة الكشافات، يمكن أن نلقبه بشيخ الفقاعات، فقد كان مزهوا بنفسه كثيرا وهو يطلق فقاعاته على شبكة الإنترنت، يظن أنه دمر ما يسميه بالمشروع التغريبي عبر قصفه المتواصل بالفقاعات المضحكة، للأسف الشديد فإن الفقاعات سرعان ما تتلاشى، لأنها في الأصل ليست شيئا .. فيبدأ الشيخ بالبحث عن فقاعات جديدة ليقنع نفسه بأنه يفعل شيئا يستحق الاهتمام!.
أما (موال) المناهج المطورة فقد كان حفلة كبرى للفقاقيع، بل إنه أشبه ما يكون بمحاولة للعزف تحت الماء، فقاعة داخل فقاعة داخل فقاعة ويبقى العازفون عاجزين عن سماع اللحن الذي يظنون أنهم يحفظونه عن ظهر قلب، أصبحوا يكتفون برؤية الفقاعات الكثيرة حولهم فيتأكدون أن آلاتهم الموسيقية ما زالت قادرة على العمل، يشعرهم ذلك بالرضا حتى لو لم يسمعوا مقطوعتهم التي تعبوا في تأليفها، الذهنية البيرقراطية تؤمن أن أهم شيء في الوظيفة أن تنفذ ما هو مطلوب منك دون تفكير ولن يسألك أحد عن النتيجة حتى لو كانت فقاعة كبرى!.
التطور الذي حدث هذا العام هو أن وزارة العمل أعلنت بكل أريحية وكل شفافية فشل خطط السعودة، وإعلان الفشل هذا أن الوزارة ستبتكر خططا جديدة بل يعني أن العاطلين لن يحصلوا حتى على فقاعة!، وكل فقاعة وأنتم بخير!.
نقلا عن عكاظ
- جائزة الشيخ زايد للكتاب تفتح باب الترشح لدورتها التاسعة عشرة 2024-2025
- القمة العربية في البخرين نحو تعزيز التضامن العربي ومواجهة التحديات المشتركة
- إنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة في مصر
- اللجنة الفنية السعودية – المصرية للنقل البحري والموانئ تختتم أعمال اجتماعات الدورة الثامنة
- بنك التصدير والاستيراد السعودي يوقّع اتفاقيتين لتمكين الصادرات السعودية غير النفطية
- تحت رعاية ولي العهد«سدايا» تنظم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي سبتمبر المقبل
- انطلاق الاختبارات الوطنية “نافس” في جميع مدارس المملكة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة
- مدير وكالة ناسا يزور السعودية لبحث التعاون الفضائي
- خبيرة أممية تدين قمع حرية التعبير في الولايات المتحدة
- هونغ كونغ والسعودية تبحثان إنشاء صندوق لتتبع مؤشرات الأسهم
عام الفقاعات السعودية!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/49232.html