نحن (كأي) مجتمع يعتمد في تفاعلاته على مفاهيم منها الصحيح والمغلوط أحيانا. وحيث لا خلاف على ما هو صحيح فلا بأس من الحوار حول بعض المفاهيم الخاطئة التي أصبح لبعضها قوة العرف وأحيانا سطوة النظام. ومن ذلك ما يتعرّض له المسؤول الإداري الكبير (ممن حوله) من حملات اجتماعيّة نفسيّة طيلة احتلاله لذلك «الكرسي الدوار». وهذه الحملات ليست نقاشا حول كفاءاته أو إنجازاته بل عن مدى «نفعه للجماعة». ولذلك فعبارة «ما فيه خير» حينما تقال عن مسؤول ما ففي غالبها تعني أن الرجل قرّر أن يخاف الله ولا يخشى «الجماعة».
ومن هنا تأتي إشكاليّة المسؤول فهو إمّا أن يحافظ على مكانه في «صدر» مجلس جماعته بشروطهم أو يسمع ما لا يسرّه كأن يُتَّهم باّنه «نظامي معقد» وهذه أخفّ وصمة اجتماعيّة لمن يحاول أن يؤدي الأمانة بأمانة. وإن استجاب للضغوط فقد يجد نفسه بعد فترة محاطا بأكوام الفاشلين المحسوبين عليه وفق «المظلّة الاجتماعيّة» التي وفرتها «شجرة» العائلة أو مشاركة «قطّة استراحة» لم تؤسس على التقوى.
أما ثمار استجابة «السيّد المسؤول» فأهونها الكوارث السبع الآتية:
الكارثة الأولى: تحوّل إداراته إلى «محميّة» خاصة للجماعة. وهنا عليه أن ينقل التراتبيّة الاجتماعيّة في مجلس «الربع» إلى هياكل الإدارة حتى تتسق الحتميّة التاريخيّة أن ولد فلان «شيخ» ولد «شيخ» ولا بد أن «يترقّى» ويكفيه «شهادة» الجماعة عن «قرطاسة» الجامعة.
الكارثة الثانية: صعوبة «العدالة» في توزيع الغنائم (انتدابات/مزايا/مكافآت/مشروعات) بين فروع شجرة العائلة. ولأن المال عديل الروح فغالبا سيكون محل تطاحن وعراك وسينسى المتعاركون وقتها أواصر «الدم» الذي جمعهم في الإدارة.
الكارثة الثالثة: أنّ خلافات «مجلس الربع» ستنتقل إلى «مجالس» الإدارة المصابة بهذا الداء. والأهم هنا (ليس الخلاف!) بل في كيفيّة ترتيب الأوضاع الإداريّة والاجتماعات والمهام والمكاتب وحتى «مصلى» صلاة الظهر حتى لا يلتقي الخصوم.
الكارثة الرابعة: حين تنفصم علاقات «التصاهر» و»النسب» وأحيانا المصالح «التجاريّة» بين قطبين عائليين من أقطاب الإدارة. هنا تنشأ مشكلة الولاءات المتأرجحة وانتظار نتيجة من الغالب والمغلوب لتحديد المواقف.
الكارثة الخامسة: انتقال «وشايات» الأقارب من دوائر العائلة إلى الشبكات الاجتماعيّة. وهنا فتّش عمن حرمته الفرصة للقفز على النظام أو مارست معه لحظة تأنيب ضمير.
الكارثة السادسة: حينما تتذكر من أقصيته من الأباعد ومن «صنعته» من الأقارب وقد «تسلّق» ثم تجاوزك وتجاهلك. هنا ستتذكر المثل الخطير «يداك أوكتا وفوك نفخ».
الكارثة السابعة: حينما «يتركك» مجلس الجماعة ويحاصرك الضمير والنفس اللوّامة وأنت على كرسي التقاعد والشيخوخة ثم يلح عليك بالسؤال عن فداحة الثمن ورهبة النتيجة.
نقلا عن الرياض