كشفت وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر" شخصيات تغرد في أفنائها، كان ينظر إليها أنها ذات وزن في قيادة الرأي، لكن ما غردت به جاء بألحان نشاز ليس لها مقام ولا سلم ولا وزن؟ تابعت على مدى أشهر تغريدات لثلل كتاب وشخصيات امتهنت الكتابة، ووجدت ضحالة في الفكر والطرح والمعلومات حتى عن أيسر معلومات الجغرافيا الوطنية. لكن الأدهى والأمر ما تناوله بعض هؤلاء من نقد لوزارات ومؤسسات في الحكومة بأفكار غبية لاهية، ونال قيادات كثير من ساقط القول والافتراء على منجزات تمت للوطن رغم وجود بعض التقصير والخلل اليسير.
هنالك لا شك كتاب وشخصيات، لها طروحات وأفكار طيبة، لكن ما جاء من تغريدات بعض ليس قليلاً أظهر حجم الجهل بما يتم تقديمه من موظفي الخدمة العامة المرتبط بأعمال الإدارة والتنظيم والصلاحيات؛ فهنالك من يرى أن الوزير ملك في السماء يرى بإذن ربه كل ما يدور في إدارات مرتبطة بجهازه في مختلف المناطق والمدن، وربما لم يسلم وزير أو من دونه في السلم الإداري من قول سوء وتعليقات. وكان من حسن الطالع والحظ أن هذه الشخصيات الكرتونية من الكتاب والمغردين قد كشف الله عوارها في ما يطرحون من هرطقات وكلام غير مسؤول إنما لمجرد الظهور..
من يتذكر ما صاحب إنشاء جامعة الملك عبدالله في ثول وكذا جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن من ترويج وأباطيل من مروجين وألسنة سوء؟ وبحمد الله فقد باتت الجامعتان من منابر العلم والنور في الوطن.
وكذا الحال في هوس التشنيع على الابتعاث في حملات تشويه واسعة وقذف لمبتعثين ومبتعاث وأسرهم.
استعيد ما قال به الزميل الدكتور علي الخشيبان في مقال له بجريدة الرياض أكتوبر 2012 (الكوميديا السوداء توحي لمستمعها بأن كل القوانين قد كسرت، وأن الأنظمة لا تعمل لمجرد تعرض فرد لقضية بعينها وهنا تكمن خطورة ذلك النوع من النقد؛ حيث يعتقد المتلقي أن تلك الحالة الفردية تحولت إلى ظاهرة اجتماعية، فالكوميديا السوداء لا تعمل وفق إثبات قانوني بل تقوم على عملية تهييج اجتماعي يستدعي فكرة الضعف والظلم بأسلوب ساخر الكوميديا السوداء هي حالة نقد خارج النص الاجتماعي بمنتج فردي بحت فهي تمثّل فرصة فردية لكسب الرأي العام تجاه قضية محددة.)
بالتزامن مع صحيفة الرياض