طوينا صفحة الصحوة بكل ما حملته تلك الحقبة من سواد وأسى وإقصاء وتصنيفات حسب الأهواء والرأي
والجندر والفكر، وطوينا عقودا من هيمنة الرأي الأوحد الذي كان الإعلام بجميع مؤسساته ومن انتسب إليه
ا يحذف فيه أقذع ما قد يمر على البشرية منا يتسلقه كل متشدد للتنفيس عن شذوذ فكره، ومرجم
ًحائطا!مكارثيات وتحريض وتهديد وهدر للكرامة والإنسانية بلون الدم أحيانا إلى قناة العربية «لو كانت قناة العربية في
ًيقول أحد عتاة المتشددين في نهايات صحوتهم البائدة مشيرنفقت أموال بني قريظة إلا عليها» هي ذاتها العربية التي
ُزمن النبوة ما اجتمع المنافقون إلا فيها، ولا أطلق عليها رموزه وأساتذته اسم «العبرية» وهم ذاتهم الذين أطلقوا على أهم منصات الوطن الإعلامية(خضراء الدمن، والوثن) وها أنذا أكتب لكم هذه الكلمات من عكاظ التي وصموها بـ«عكاز العلمانية» التيواجهت أعتى الحملات وتجاوزتها بقوة وثبات، وتصدت لأشرس الحملات ضد المملكة وصمدت أمام هجماتأبواق ومؤسسات الإعلام الخارجي المدفوع.ًلا غير
تفضل وزير الإعلام قبل أيام بتصريح شد اهتمامي مفاده أن «أداء الإعلام غير مر ٍض» والواقع أنه فعلا
مرض ليس له فحسب بل ولنا أيضا، فالإعلام هو الترسانة الناعمة للصد والمواجهة في معارك السياسة
وحروب «الكلمة»، وهو القوة الرادعة أمام الهجمات الباغية الممنهجة والمستمرة، ولكن الإعلام ليس
صحيفة ناجحة أو قناة متمكنة أو مطبوعة مؤثرة، بل منظومة متكاملة منوطة بالوزارة نفسها لرفع أداء
جميع المؤسسات الإعلامية بالاقتراحات والتوجيه والهيكلة الشاملة والضامنة للتغيير ومواكبة المرحلة
ودعم الكفاءات الإعلامية وسن الأنظمة للدعم والتمكين.
أجزم أن لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان طموحا ورؤية إعلامية تفوق ما يقدمه الإعلام بنسخته
ا بكل ثقة أن للإعلام نسخة جديدة سوف تنفض كل رواسب التقليدية وتنقلنا إلى مرحلة
ًالحالية، وأجزم أيضا لانطلاقة إعلامية تواكب حجم المملكة العربية السعوديةِمغايرة لما نحن عليه، وأن الوقت قدحان وبرايي انها مسألة وقت فقط
نقلا عن عكاظ