أخيرا تنبهت إدارة اوباما إلى زمن الصراع في المنطقة ..!, وأدركت أن الفترات السابقة كانت مجرد مضيعة للوقت...! , لان الطرفين لم يتمكنا من الوصول للسلام عبر المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ,العلنية والسرية و بالتالي إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة و التي تضمن للفلسطينيين العيش بأمان . وهنا تنبهت إدارة الرئيس اوباما إلى طريقتين للإسراع بالحل أولها منح مزيد من الإغراءات لحكومة نتنياهو المتطرفة عبر العديد من المنح العسكرية التي تتكون من الأدوات العسكرية و الطائرات التي لا تملكها أي دولة بالمنطقة فيكون السلاح مقابل السلام و هذا أسلوب خطر و أسلوب يؤكد على حل المسائل بالحرب أفضل من السلام و الطريقة الثانية هي تحديد تسعين يوما يجمد فيها نتنياهو الاستيطان تتيح للطرفين الالتقاء من جديد و التفاوض ضمن خطة خريطة تحدد فيها حدود الدولة .
تعكف إدارة البيت الأبيض منذ فترة على رسم خارطة للدولة الفلسطينية وحدودها التي تتخيل أنها تتماشي إلى حد قريب مع حدود أراض العام 1967 ومن خلال هذه الخارطة تعتقد أمريكا أنها تستطيع كسر حالة الجمود بين الطرفين وجعل إمكانية العودة إلى المفاوضات أمرا سهلا, إلا أنه لا يستبعد أن تكون الولايات المتحدة تقود مفاوضات سرية في مكان ما بالعالم ,وهذا ما يقال عنه "تحت الطاولة" تحاول عبرة التوصل إلى اتفاق إطار للخروج من دهاليز المفاوضات العلنية إلى حين التوصل إلى اتفاقات ما تستحق الإعلان عنها , أما المتابع للتصريحات المختلفة بين الطرفين فانه يلاحظ أن هناك لغة ما يتحدث بها الجميع و هي لغة الإغراءات لإسرائيل وهذا يوحي بوجود حوار إسرائيلي أمريكي يهدف لإنقاذ إدارة اوباما داخليا , ولإنقاذ وجهها وتبييضه أمام أصدقاء أمريكا العرب وتغيير نيتهم نحو التوجه للهيئات الأممية , فلا يستبعد أن تكون هناك حوارات سرية تقودها إدارة البيت الأبيض مع كل من الفلسطينيين والإسرائيليين و خاصة أن الطرفين مازالا على علاقة وطيدة مع إدارة اوباما , و مازال بينها أكثر من قناة اتصال فلم تنقطع الاتصالات نهائيا بسبب عدم تجميد الاستيطان و توقف المفاوضات التي ترعاها إدارة اوباما خلال الفترة السابقة و لم تنقطع بسبب المنح و صفقات السلاح المتطور لإغراء إسرائيل تجميد الاستيطان فترة أطول .
وهنا كشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية قبل فترة النقاب عن عملية سياسية كبيرة تحدث في الخفاء نحو حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهو اتفاق سري بين نتنياهو وإدارة اوباما وهذا الاتفاق يتعلق بصفقة يجمد فيها الاستيطان لمدة تعسين يوما ,ويقضي الاتفاق أن تجرى مفاوضات نهائية خلال هذه الأشهر الثلاثة بين الفلسطينيين وإسرائيل حول الحدود المقترحة للدولة الفلسطينية ,تقدم بعدها إدارة اوباما خارطة حدودية نهائية لدولة فلسطين و على إسرائيل قبولها و عدم الاعتراض على أي بند فيها.
من خلال هذا يبدوإن أمريكا أصبحت تفهم بالمقلوب و كان إسرائيل هي التي يتطلب إقناعها بالخارطة السرية و التي تحتاج إلى المزيد من الإغراءات وليس الفلسطينيين ,و خوفا من فشل مبادرة الرئيس اوباما فإنها جعلتها سرية وبالتالي نبهت أن يتكتم نتنياهو أمام وزرائه عن هذه الخارطة ويتحدث فقط عن الصفقات اللاحقة , إلا أن حكومة نتنياهو المصغرة طلبت بعض الضمانات المكتوبة التي تضمن بقاء الاستيطان بالقدس وعدم تراجع أمريكا عن صفقتها العسكرية المجانية.
الغريب الذي ورد في التقارير حول هذا الموضوع أن نتنياهو يعرف أن الخريطة السرية تلبي مطالب الفلسطينيين أكثر مما تلبي مطالب الإسرائيليين إلا أن نتنياهو لا يستطيع رفضها خوفا من وقوع مواجهة بينه وبين إدارة اوباما ,وهنا قد وعد اوباما نتنياهو في حال قبو ل الخريطة أن تشتمل الخريطة على تعديلات حدودية على حواف قطاع غزة والضفة الغربية تتناسب و متطلبات الأمن الإسرائيلي ,ولكنها ستبقي في إطار حدود العام 1967 وإذا كان هناك تبادل فان نسبة الأرض التي سيتم مبادلتها لن تزيد عن 4 إلى 5و4 بالمائة من أراضي العام 1967, وكل هذا فقط من باب التسويق للخطة الجديدة ليقبلها الفلسطينيون .
كل هذا بالطبع يجري بعيدا عن القدس , العاصمة الحقيقية والخالدة للشعب الفلسطيني ,وكل هذا يجري فقط كتسريب ليعرف الجميع ردة فعل الفلسطينيين والعرب على الخريطة الأولية , و قد يكون هناك بعض الأطراف العربية التي تم مشاورتها عند إعداد هذه الخريطة السرية , ومهما يكن فأن الرد النهائي لن يكون سهلا , لان أي حلول لا بد وأن تأخذ بالاعتبار كامل أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة وتأخذ بالاعتبار حدود الهدنة وليس العام 1967 فقط لان حدود الهدنة هي التي تم ترسيمها وإقرارها دوليا ,ولان حدود العام 1967 هي مجرد حدود وهمية لم يتم رسمها أو حتى إقرارها من قبل أي من الهيئات الأممية, فان الحدود التي لابد وان تضمنها الخريطة السرية لابد وان تكون حدود تضمن التواصل بين غزة والضفة جغرافيا ,والتواصل بين فلسطين ولبنان جغرافيا ,والتواصل بين فلسطين والأردن جغرافيا , أما موضوع تبادل الأراضي فهذا غير منطقي دون مراعاة حدود الخارطة التي أرفقتها الأمم المتحدة بقرار التقسيم 181 وأقرت فيه تقسيم فلسطين إلى دولتين وأقرت حدود كل دولة و بالتالي فان التبادل يمكن أن يكون على أساس قرار التقسيم فقط وضمن حدود قرار التقسيم و ليس بعده .
[email]Akkad_price@yahoo.com[/email]
- الأعلى للثقافة يستضيف جائزة الشارقة للإبداع العربي – الإصدار الأول في الدورة (27) العام 2024
- الصندوق السعودي للتنمية يوقّع اتفاقية تنموية لدعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة بسلطنة عمان
- وزير العدل السعودي يوقّع مع نظيره في هونج كونج مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون العدلي
- استقبال أسواق المملكة العربية السعودية للبصل المصري
- جامعة الملك عبدالعزيز تنافس 1000 ابتكار في معرض جنيف الدولي للاختراعات
- صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة stc يوقعان اتفاقيات نهائية لتشكيل أكبر شركة لأبراج الاتصالات في المنطقة
- وزير الخارجية الصيني: القبول الفوري لفلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح الظلم التاريخي
- للمرة الثانية على التوالي النقد الدولي يرفع توقعاته لآفاق الاقتصاد السعودي ليصبح الثاني عالمياً لعام 2025
- نائب اتحاد المصريين بالسعودية: لا حج بدون تأشيرة أو تصريح للمقيمين بالمملكة
- الأمم المتحدة تطلق نداء لجمع 2.8 مليار دولار لصالح فلسطين
خارطة حدود… والسلاح مقابل الاستيطان..!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/48412.html