بعد يومين سيقف نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي ,أي الكنيست الثانية ليتحدث عن السلام الغير ممكن الذي ينوي عرضه على الفلسطينيين من خلال الولايات المتحدة الأمريكية دون أن يعرف إننا كفلسطينيين نعرف مسبقا خطته للسلام الغير ممكن والذي يعكس منظور قادة إسرائيل العنصريين لمصادرة ما تبقي من حقوق سياسية للشعب الفلسطيني وليبقوا الشعب الإسرائيلي رهينة حقدهم ومكرهم السياسي , فقبل أيام فقط مر على نكبة الشعب الفلسطيني ثلاث وستون عاما وبهذا يكون الشعب الإسرائيلي عاش أكثر من نصف قرن من الزمان بلا سلام مع الفلسطينيين وبالتالي لن يعيش الاستقرار والأمن الذي ينشده دون أن يعيش الشعب الفلسطيني داخل دولة آمنة ومستقرة أيضا وهذا ما لا يرغب به قادة إسرائيل المجرمين.
إن الشعب الإسرائيلي لا ينقصه ديمقراطية ولا ينقصه حرية ولا ينقصه رغد العيش ولا ينقصه مسكن ولا راتب ولا وظيفة لأبنائه الجدد بقدر ما ينقصه امن واستقرار وبهذا فان الديمقراطية و الحرية دون الأمن والاستقرار تعتبر ديمقراطية فارغة عديمة الجدوى لا يستفيد منها الشعب بشيء وهذا يعني أن الشعب الإسرائيلي رهينة أفكار قادته العنصريين الذين لن يكونوا قادة يرغبون في السلام لأنهم مجرمي حرب لا يأبهون بأي مستقبل سلمي لأولادهم وبناتهم , وان كانت التغيرات بالعالم العربي أصبحت ضرورة ما لتحديث الشرق الأوسط وليعيش الشعوب العربية حقيقة الديمقراطية والأمن والاستقرار فأن الشعب العربي نجح بالفعل في تغير بعض الأنظمة وخاصة الأنظمة القمعية التي استخدمت ثروات الشعب في أكثر من موقع لصالح الحكام وأبناؤهم والحاشية التي تدور في فلكهم و تركوا للشعب الفقر والعوز والحرمان . وان كنا نتيقن أن الشعوب العربية شاركت في تشكيل جديد للشرق الأوسط الذي يمكنه أن يخلق معادلة جديدة أمام تعنت إسرائيل وقادتها المعادين للسلام فان إسرائيل لابد وان تقرأ هذا التغيير جيدا وقراءتها للواقع جيدا يعني تغيير فكرها السياسي العنصري..! إن أرادت إسرائيل أن تعيش بسلام داخل الشرق الأوسط الجديد ؟ فما عليها إلا تغيير فكرها السياسي وخاصة انه لم يقدم لشعبها أي سلام حقيقي يضمن للشعبين الأمن والاستقرار الحقيقيين , وان كان شعب إسرائيل شعب كباقي شعوب الأرض يرغب بالعيش ضمن منظومة سلام إقليمي شامل بالشرق الأوسط فان عليه أن يسقط الفكر الصهيوني الإرهابي الاستيطاني العنصري الذي يعشش في رؤوس الكثير من الساسة المتنفذين بإسرائيل والذين يتاجروا بدماء الشعب الإسرائيلي لصالح مراكز محددة من القيادة لهذا الحزب أو ذلك التكتل .
إن تغير نظام الحكم في إسرائيل لا يعني دورة انتخابات جديدة وإنما يعنى الكثير من القيم و المفاهيم الغائبة في السياسية الإسرائيلية وهي مفاهيم لا يمكن أن تصبح ممارسة على ارض الواقع دون وجود تكتلات شعبية وسياسية جديدة تأخذ بيدها فتح إستراتيجية سلام صادقة في المنطقة وتتخلي بذلك عن سباق التفوق العسكري كضمان أحمق لبقاء إسرائيل على قيد الحياة , وان تغير نظام الحكم العسكري في إسرائيل يعنى إيجاد قوي سياسية غير أيدلوجية تسعي لتغيير الفكر الصهيوني الداعي للرفض القاطع للتعايش مع الفلسطينيين وبالتالي قبول الفلسطينيين كشعب يرغب بسلام حقيقي يضمن مستقبل أبنائه ويضمن حقوق جميع شعوب المنطقة بالتساوي و حقهم في التمدد والترابط والتعاون الاقتصادي والبيئي والعلمي والتربوي .
ان نظام الحكم في إسرائيل لم يتغير خلال الحقبة السياسية منذ السبعينيات بغض النظر عن حالة السلام الناقص والغير طبيعي مع كل من مصر والأردن , فلم تكن إسرائيل هي المبادرة في السلام وعقد المعاهدات في تلك الحالتين , ولم يعيش أي من الشعبين الفلسطيني أو الإسرائيلي سلام حقيقي مع هذه الاتفاقيات ولا حتى الشعوب العربية التي استغلت إسرائيل مرونة الأنظمة فيها واستطاعت الدخول إلى اقتصادها وحصلت على بعض أشكال التطبيع الغير علني على الأقل تجاريا , والسؤال الموجه لشعب إسرائيل اليوم, هل ستمكثون ستون سنة أخري بلا امن واستقرار في المنطقة ,وهل سيبقي النظام السياسي بإسرائيل نظام عنصري مجرم يستخدم الدم لعقد صفقات لحساب قادته, وهل سيبقي النظام السياسي ينشر ثقافة العداء بين العرب مسلمين أو مسيحيين و شعب إسرائيل, وهل سيبقي شعب إسرائيل رهينة لساسة أكل الحقد العنصري كل دواليب السلام في مسيرتهم المزيفة والفاسدة ليعيق الفرصة للشعوب لتتعايش بأمن واستقرار في سلام ترعاه الشعوب وتشجعه كافة الحكومات لأنه سلام عادل وقابل للحياة ؟
إن كانت إجابة الأسئلة السابقة لا فان على الشعب الإسرائيلي التحرر من حقد الحكام و المتاجرة في يهودية هذا الشعب لان أحدا لن يسرق يهودية الشعب اليهودي واحدا لن يفكك إسرائيل غير قادتها و نظامها السياسي الذي هو اكبر خطرا على إسرائيل من ما يتصور شعب إسرائيل ..!
[email]Akkad_price@yahoo.com[/email]
خاص بالوكاد