الحديث دائما يتركز عن المدن الرئيسية الثلاث وما يحدث فيها من مشاريع للبنى التحتية او استثمارات متنوعة وقضايا عقارية او نمو سكان وحاجة السوق من المشاريع السكنية والتجارية. ثم تأتي بقية المدن الكبرى وبعضها بمرتبة منطقة والتي يتبعها عدة محافظات بفئات مختلفة والتي تقل درجة الاهتمام بها من قبل الاعلام والمستثمرين بالإضافة الى القطاعات الحكومية.
ضعف التنمية ونقص مشاريع البنية التحتية في بعض المحافظات الصغيرة وعدم وجود الجامعات والمعاهد والمصانع والمستشفيات يقلل من فرص البقاء فيها من قبل ساكنيها بحثا عن الفرص الوظيفية او التعليم او العلاج مما يوجه البوصلة مباشرة تجاه المدن الرئيسية والتي تعاني اصلا من مشاكل الاسكان وغلاء المعيشة.
الاستثمار العقاري والسياحي وإنشاء المصانع والشركات وإيجاد فرص العمل التي تلبي احتياجات المحافظات الصغيرة يوقف مثل هذه الهجرة ويساعد على التوطين ويخفف من الضغط على المدن الرئيسية ويوفر على الشركات والمستثمرين تكاليف كثيرة ويرفع مستوى الربحية ويسهل عملها ولكن للأسف الاستثمارات قليلة او معدومة.
من أوجه القصور التي تعاني منها المحافظات تقصير المستثمرين من ابنائها وعدم اهتمامهم بمحافظاتهم إلا فيما ما ندر ومن الطبيعي أن يتخاذل المستثمرون الآخرون من خارجها بما فيهم البنوك وشركات الاعمال. من هنا تبدأ المشكلة حيث يعتمد الجميع على الدولة في كل شيء دون السعي للاهتمام بها كما بقية المدن بغض النظر عن ما تملكه من امكانات.
هناك محافظات صغيرة من فئة ب و ج لديها امكانات تفوق بعض المدن الرئيسية لموقعها المميز على بحر او في اعالي الجبال او التي تملك مناخا يفوق بعض الدول الاوربية وأخرى صحراوية تشبه الواحات الجميلة وسط الصحراء والتي لها عشاقها وثانية لديها زراعة وسياحة يؤمها مختلف فئات المجتمع هذه المميزات يمكن استغلالها وإيجاد الاستثمارات المناسبة والمجدية حسب الموقع وطبيعة المكان.
محافظات يمكن ان يكون فيها العديد من فرص الاستثمار السياحي والصناعي والتجاري والزراعي ومنها يمكن ايجاد عشرات آلاف الفرص الوظيفية التي تؤمن العيش الكريم لأبنائها دون الحاجة للهجرة إلى المدن الرئيسية .
لو قام كل رجل اعمال او صناعي بواجبه تجاه مدينته وساهم في تنميتها بأي طريقة وساهم في جلب الاستثمارات لها فسنجد آلاف المصانع والشركات تعمل في جميع محافظات المملكة. يبقى البحث عن الربح بعيدا عن المنفعة المتبادلة اكبر عائق للتنمية.
نقلا عن الرياض