اعتبارا من اليوم (الاثنين) يقام في الكويت معرض ومؤتمر دولي للنفط والغاز هو الأكبر في تاريخ الكويت وربما المنطقة.ويشارك في المعرض الذي تقيمه جمعية مهندسي البترول الكويتية أكثر من مائة عارض دولي ويقام على هامشه نقاشات بقيادة رواد هذه الصناعة في العالم، كما تطرح من خلاله أوراق عمل حول المشاريع الضخمة في المنطقة، إضافة إلى تقديم أكثر من 100 عرض تقني حول أفضل الممارسات وقصص النجاح في هذه الصناعة.طبعا المعرض لا يعنيكم لا من قريب أو بعيد وأنا أعرف ذلك حق المعرفة، لكن تناولي لهذا الحدث الدولي الذي يقام في دولة شقيقة يكمن في بعدين لا ثالث لهما.الأول: إنني لا أعرف من تاريخ ولادتي حتى الآن أننا أقمنا معرضا دوليا للبترول أو الغاز ونحن موطن هذه الصناعة، وآخر علمي بهذه المعارض كان قبل (40) عاما، عندما كنا نجلس على التراب لنشاهد فيلما وثائقيا بالأبيض والأسود تعرضه أرامكو ضمن فعاليات المعرض المتنقل في المناطق، وكنا كمن كان يشاهد أحداثا ومخلوقات من كوكب آخر.ورغم أننا رواد هذه الصناعة لكنني أراها صناعة «مكتومة» وليس لنا فيها سوى البيع وقبض الثمن.الجانب الثاني: إن الذي يقيم المعرض والمؤتمر الذي تشارك فيه كبريات الشركات العالمية وعمالقة الطاقة في العالم هي جمعية وطنية كويتية من جمعيات المجتمع المدني، ولم تقل لها وزارة النفط «يمينك» أو «هذا مو شغلك» وهو ما يمثل نقلة لدور المجتمع المدني هناك بالشراكة مع الحكومة لما يحقق البناء المجتمعي ككل.أعطوني جمعية في المملكة -أو لجنة كما تسمى أحيانا- تستطيع إقامة معرض ومؤتمر دولي ليس في النفط أو الغاز وإنما في الثوم والكراث.
نقلا عن عن عكاظ