كما حاولنا تقييم بعض الوزارات خلال الفترة السابقة فالآن نحاول تقييم وزارة التجارة والصناعة.
عندما تم تعيين معالي د. توفيق الربيعة قبل سنوات كنا من المتفائلين جدا بسبب ان د.الربيعة بنى سمعة جيدة ايام توليه (مدن) والاهم ان الرجل يده نظيفة (ويخاف الله) وكتبنا المقالات آنذاك لتشجيع طريقته، وبسبب تحركاته الجيدة اصبح معالي الوزير صاحب شعبية سواء اعلاميا او شعبيا لكن الان نعتقد انه الوقت المناسب لتقييم اداء الوزارة بشكل موضوعي بعيد عن المجاملات.
لو سألت كثيرا من المتابعين لوجدت انهم يثنون على خطوات وزارة التجارة ولكن لا يتذكرون الكثير عن اختها وزارة الصناعة! لكن هل هذا واقعي؟
ولنتكلم عن وزارة التجارة:
1 - ما فائدة وضع السعر على السلعة او اكتشاف التخفيضات الوهمية اذا كانت السلعة اصلا قبل ذلك مضخما سعرها بشكل مبالغ فيه، كمثال اسعار الغذاء انخفضت 19% طبقا لمنظمة الفاو هذا غير انخفاض النفط الذي يقلل اسعار السلع عالميا، بالاضافة لارتفاع قيمة الريال قياسيا امام العملات العالمية بينما في السوق السعودي ارتفعت اسعار الغذاء عكس كل العالم، ما فائدة ان أحاسب التاجر على وضع السعر بينما هو جشع ويقوم بالتربح على المواطن اضعافا!
اليس هو نفسه التاجر الذي اتى الى الحكومة وطالب بالتعويض عندما ارتفعت السلع عالميا، والان لماذا لا تطالبه الوزارة بالربح المعقول كبقية العالم؟
لا تهمني شكليات وزارة التجارة اذا التاجر وضع علامة سعر أم لا، ما دام أنه بطمعه ينشر ميزانية المواطن كالمنشار وخالف كل المقايييس العالمية لاسعار السلع.
2- ماذا عمل بعض تجار البلد للوطن (اذا استثنينا قلة) اين المستشفيات التي بنوها اين الحدائق واين البعثات والمشروعات التي تبنوها مثل بقية تجار العالم، فهم منعمون لا ضرائب، رسوم معفاة وقروض بدون فائدة وكل انواع الدلال وخدمتهم للوطن لا تذكر، وتنتفخ اوداجهم وكروشهم في مص دم المواطن المسكين.
اما وزارة الصناعة وما ادراك ما الصناعة
3- النمو الصناعي ذو القيمة المضافة سلحفائي المسيرة او اقل، ولا اتكلم عن زيادة عدد المصانع فحتى مصنع اعداد الفلافل يعتبر مصنعا، بل نتكلم عن الصناعات المتطورة والثقيلة، اعرف ان الوزارة ستذكر ارتفاع عدد المصانع 6% وانها وصلت 6871 مصنعا... الخ لكن ماذا اضافت للوطن تقنيا واكتفائيا ووارداتنا 628 مليارا؟
4- تنويع مصادر الدخل، لن اتكلم عن مصانع البتروكيماويات لان الوقت الحالي اثبت بطلان ادعاءات ان البتروكيماويات تختلف عن النفط فكما هبط النفط هبطت الكيماويات لكن نبحث عن تنويع حقيقي، كتبناها مرارا وقلناها لجميع المسؤولين لن تحدث لدينا ثورة صناعية ما لم تفعّل طريقة ان تدخل الدولة شريكة او مساهمة بصناديقها مع الشركات الكبرى حول العالم لنقل التقنية ونقل بعض مصانعها للبلد، مهما استخدمت وزارة التجارة من مغريات مثل 600 مصنع جاهز الخ.. سيأتي من الخارج من يغري الشركات الكبرى بافضل، ودعوني اقلها بصراحة الشركات الكبرى متخوفة من دخول السوق السعودية اذ الم تكن شريكا مع الحكومة! وانظروا اليها كيف تشجعت عندما شاركت ارامكو وسابك لانها تعتبرهما حكومية، كل ما تفعله وزارة الصناعة لجذب الصناعات المتطورة غير فعال ما لم تغير طريقتها فمن غير المعقول ان تستخدم نفس الطريقة مرارا وتتوقع نتائج مختلفة، الان فرصة الوزارة بعد انشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بأن تطالب باستخدام جزء من الاحتياطيات في دعم الصناعة الوطنية بعمل شراكات عالمية، كنا نطالب بتنويع حقيقي لمصادر الدخل ومنها الصناعة عندما كانت اسعار النفط فوق المئة دولار وتوقعنا هبوط النفط ولكن لم يستمع احد بسب اغراء الاسعار في حينه اما الان فالانتقال السريع للتنويع الاقتصادي اصبح حيويا جدا خصوصا ان المملكة استنفدت 183 مليارا من احتياطياتها المالية خلال 4 اشهر بسبب انخفاض النفط، ولو بقي المعدل بهذا الشكل فان الاحتياطيات ستنفد خلال سنوات.
هناك خبر جيد ان شركة الاستثمارات الصناعية ستبدأ وستكون تحت اشراف هيئة الاستثمار ونأمل ان تكون اكثر نجاحا واسرع من المدن الصناعية السلحفائية التي سنتكلم عنها في مقال لاحق ان شاء الله.
مختصر حصاد وزارة التجارة والصناعة، الاهتمام بالشكليات وبطاقة السعر وترك السعر ذاته، اما صناعيا فارتفاع اعداد المصانع كبير لكن قلة منها من يحمل قيمة مضافة، واذا استمرت بنفس الطريقة فان الطريق طويل والسرعة سلحفائية والوقت حيوي.
*مما قيل هذا الاسبوع :
في كل التخصصات الطبية هناك عرف عالمي الا يدلي الطبيب الا بتخصصه، لكن للاسف اصبحت الخلايا الجذعية سوق عكاظ للجميع، مع ان الغالبية لا يعرف ابجدياتها لانها علم جديد ولم يدرسوه في كليات الطب والتخصص، ولا يلام الصديق العزيز د. القويز عندما قال انها اصبحت خرافة، وأؤيده بكلامه لان الكثير اصبح يفتي بها دون علم او تخصص او ممارسة!
نقلا عن الرياض