بعد سماعي بحادثة كابتن الكويتية الأخيرة، ولسبب ما، تذكرت تحذير أحد أساتذة التمويل في جامعة بريغهام يونغ الأميركية لطلبته بعدم الوقوع في ما يسميه مشكلة الأحفاد القبيحين. يشرح الأستاذ المشكلة للطلبة الذكور بأنكم إن لم تجتهدوا بالدراسة ستحصلون على وظيفة رديئة. وبسبب الوظيفة الرديئة ستحصلون على أجر منخفض. وبسبب الأجر المنخفض ستحصلون على زوجة قبيحة. وبسبب الزوجة القبيحة ستنجبون أبناء قبيحين، سينجبون بدورهم أبناء قبيحين كذلك، وبالتالي سيكون أحفادكم في منتهى القبح.
بهدف المرح والتسلية، سنرى إن كان الموظف الحكومي الكويتي، غير الجاد في وظيفته وغير المجتهد في دراسته، قادر على تجنب مشكلة قبح الأحفاد بحيث يثبت خطأ معتقد الأستاذ الأميركي. طبعاً لا نقصد هنا أن جميع الموظفين الحكوميين غير جادين وغير مجتهدين، لكن ليس من الصعب إثبات أن الكثير منهم كذلك.
حسب تقديرات وزارة التخطيط لا يقل متوسط راتب الكويتي العامل عن 1.250 دينار شهرياً أي ما يعادل 50 ألف دولار سنوياً. يعني ذلك أن فرص المواطن للحصول على زوجة كويتية جميلة بالاعتماد على قدراته المالية فقط محدودة جداً في هذه الحالة. لكن الفرص قد تكون أفضل بكثير لو وسعنا نطاق البحث ليشمل غير الكويتيات وغير العربيات وغير المسلمات.
يبين الجدول الدول المختارة للبحث عن الزوجة الجميلة ومضاعف متوسط راتب الكويتي المنخفض، وهو 50 ألف دولار سنوياً لمستوى دخل الفرد هناك، بالإضافة إلى معدل سنوات التحصيل العلمي ونسبة الشعب المهتمين بالدين حسب استطلاعات جالوب كطريقة للاستدلال على مستوى التدين والترتيب العالمي في مؤشرات الفساد من منظمة الشفافية العالمية كوسيلة للاستدلال على احتمال سوء استغلال الزوجة المحتملة لزوجها الكويتي.
في الدول العربية المختارة كان مضاعف متوسط راتب الكويتي المنخفض، وهو 50 ألف دولار سنوياً يعادل 17.2 ضعف متوسط دخل الفرد في سوريا و15.2 ضعفاً للمغرب و15.1 ضعفاً لمصر و9.3 أضعاف للأردن و8.1 أضعاف للعراق و4.5 أضعاف للبنان. وبالنسبة للدول الإسلامية المختارة كان مضاعف الراتب الكويتي يعادل 10.8 أضعاف متوسط دخل الفرد في البوسنة و9.6 أضعاف لإيران. وبالنسبة للدول الأوروبية المختارة جاءت أوكرانيا المشهورة بجمال نسائها ومستوى تعليمهم الجيد بـ16.4 ضعفاً وروسيا بخمسة أضعاف. أما بالنسبة لأميركا اللاتينية فكانت فينزويلا البلد الأم للعديد من ملكات جمال العالم بمضاعف 7.4 مرات وكولومبيا بـ6.2 مرات.
مما سبق يتضح أن الراتب الحكومي الكويتي يكفي لتحسين النسل ولاختيار زوجة جميلة مهما كان منخفضا. وذلك طبعاً في حال وسعنا نطاق البحث ليشمل دول عربية وغير عربية دون الحاجة إلى الاجتهاد في الدراسة أو العمل لتجنب مشكلة قبح الأحفاد كما يعتقد الأستاذ الأميركي. ومن يدري ربما كان هذا هو أحد أسباب سوء مخرجات التعليم لدينا.
جدول يبين مستوى غنى الشاب الكويتي كزوج بمتوسط راتب 50 ألف دولار سنوياً أي 1.250 دينار شهرياً إلى متوسط دخل الفرد في بعض الدول المختارة مع بيان مستوى التعليم والتدين والفساد فيها. (دليل مختصر يساعد على اختيار الزوجات غير الكويتيات).
محمد رمضان
كاتب وباحث اقتصادي
rammohammad@
نقلا عن القبس الكويتية