إذا ما أردت أن تحمل سيارة نقل، فالأكيد أنك سوف تتأكد من جودة إطاراتها وكفاءة طاقتها التحميلية، وتقوم بالتشييك على زيتها ومحركاتها؛ لكي تتأكد من أن هذه السيارة لن تقف بك في منتصف الطريق، خصوصا إذا كان حجم الحمولة أكبر من الطاقة التصميمية للسيارة ككل.لدينا حمولات تنموية، وبالرغم من ذلك لا تستطيع ناقلات التنمية الوصول بها إلى بر الأمان، إما بسبب تقادمها أو عدم كفاءة واكتراث سائقيها، وهو ما يعرض مثل هذه الحمولات للخطر، من حيث تأخر وصول البضاعة أو خرابها أو حتى تشليحها.هذه الشحنات التنموية الغالية الثمن نستطيع دفع تكاليفها بثمن كبير خلافا لغيرنا، لكن لدينا سيارات نقل قديمة ومتهالكة لا تستطيع الوصول بهذه الحمولات الغالية إلى المكان المناسب في الوقت المناسب، وبالتالي فإن العملية تخسر في نهاية المطاف؛ لأنه كان يجب أن تبدأ بالسيارة، من حيث صيانتها أو استبدالها وتأهيل السائق المناسب لها لأداء هذه المهمة.قاطرتنا التنموية من أنظمة وتشريعات وتطبيقات إدارية هي قاطرة بخارية قديمة، وسواقونا هم الكوادر البشرية الذين ينتمون لهذه المدرسة القديمة ويتعاملون وفق هندستها وأنظمتها الميكانيكية، وبالتالي يقودون هذه القاطرات القديمة بتكاليف عالية، رغم عدم وصول هذه الإرساليات التنموية في وقتها أو الاستفادة منها بالشكل المرغوب.لذلك، فإن إشكالية التنمية ليست سوى إشكالية توصيل، فعندما تكون لديك شحنات وإرساليات مكلفة لا تستطيع «وايتات» التنمية الوصول بها إلى بر الأمان.فهل سوف نستمر على نقل هذه الحمولات الغالية بنفس السيارات القديمة والسواقين القدامى، أم سنقوم بتجهيز أسطول حديث كجزء من هذا الاستثمار الكبير واختيار السواقين الأكفاء؟نقوم بتخطيط وبناء وتشغيل مشاريع عملاقة، ولكن عن طريق أجهزة ومؤسسات إدارية غير متطورة ولا قادرة عمليا على التعامل مع مثل هذه الدورة الإنتاجية والتشغيلية المتطورة لهذه المشاريع بالشكل المطلوب.
نقلا عن صحيفة عكاظ