القاهرة –
كان الخيال العربي - لعقود من الزمن - مرتبطاً مع اسم رجل واحد: نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل عام 1988 للأدب. وبعد حوالي أربع سنوات من وفاته، تشهد مصر حالة من انفجار الخيال الروائي التي لم يسبق لها مثيل، من جيل جديد.
بخلاف أسلافهم، وضع الجيل الجديد من شباب الكتاب عن كاهلهم الاحتفال بالروايات السياسية المملة، تعمقوا في سبر أغوار الحالة النفسية وما تعانيها من محرمات قد تعترض طريقهم في الحياة اليومية.
وتحولت اللغة إلى لغة أكثر يسرا، يتخللها ثقافة البوب العربية والتي غالباً ما تكون متأثرة بأنماط الكتابة على الإنترنت، ما أدى إلى بناء جمهور بين الطبقة المتوسطة الأصغر سنا في مصر. وتمت تغذية النهضة الثقافية الجديدة في مصر من خلال المكتبات التي توفر أماكن للقراءة وتناول بعض المشروبات، وأيضا بسبب تعدد الجوائز الأدبية العربية المرموقة.
وصرح حمدي أبو جليل – الحاصل على جائزة نجيب محفوظ 2008- "أنه من المدهش أن هذا النوع من الخيال اكتسب شعبية في ظل وجود نوع من التحفظ الديني".
وأضاف: "إن أعمالنا أصبحت تهتم بالموضوعات التي تؤثر في الحياة اليومية لكل مواطن, وابتعدنا عن مناقشة القضايا الكبرى".
ولعل أبرز ما يبين طريقة الكتابة الحديثة كتب من أهمها (أن تكون عباس العبد) لأحمد العايدي، و(وداعا أيتها السماء) لحامد عبد الصمد، و(الفاعل) لحمدي أبو جليل. ففي الأولى يتعرض العايدي للمشاكل النفسية التي تعرض صاحبها لمرض الفصام، والثانية يتحدث عبد الصمد عن قصة طفل يتعرض للاغتصاب من الأطفال ممن أكبر منه سنا. أما في الثالثة فتعتبر كسيرة شبة ذاتية لأبي جليل, حيث تحكي قصة بدوي فقير جاء للعمل في القاهرة، ولكنه يصدم مما يراه في العاصمة من دعارة ومخدرات والفروق الطبقية ويبدأ بالشعور بالحنين إلى قريته.
وكانت الرواية الأكثر مبيعا عام 2002 والتي تعتبر بدية الموجة الجديدة- رواية علاء الأسواني ( عمارة يعقوبيان) - والتي يصور فيها مصر - حيث أحلام الفقراء مازالت تتحطم، بينما يزدهر التطرف الديني والفساد والظلم الاجتماعي.
وقالت هند واصف - الشريك المؤسس لمكتبة ديوان- إن نجاح الجيل الجديد من الروائيين فتح الباب على مصراعيه للخيال، بمساعدة إتمام سلسلة من المكتبات على الطريقة الأميركية مع القهوة، وبطاقات الاشتراك، والعروض الخاصة.
وقالت عن المكتبات الجديدة "إنها سوق خيال، نذهب إليها لنتذوق مجموعة ممتازة من الخيال".
العديد من المعنيين بموجة جديدة نأمل أنه سيكون لها أثر الاجتماعي.
وقال محمد هاشم، مؤسس دار ميريت: "إن تحفيز الفكر غير السياسي - والتي تم إنشاؤه بواسطة كل هذا الخيال- سوف يساهم يوما ما في الإصلاح والمساعدة في احتواء أخطار التطرف الديني والطائفي".
وقال هاشم "إن قدر لي العيش 10 أعوام أخرى، قد أرى ثمار ما حاولت أن أفعله طيلة عمري".
تنويه : صحيفة الوكاد تخلي مسؤوليتها عن محتويات اعلانات قوقل
- تصدير 530 حافلة صينية إلى مصر
- المدينة المنورة مدينة صحية
- رابطة العالم الإسلامي ترحب بالمشروع الأممي المعزز لثقافة السلام والتسامح
- بايدن… أكبر الرؤساء الأميركيين سنّاً يقارع تحديات استثنائية
- السعودية تحتضن أكبر متاجر هواوي خارج الصين
- تطوير سعودي لحاسوب يعالج أضخم مجموعة بيانات جيوفيزيائية في العالم
- الإفتاء» المصرية تحذر من «خطورة» توسيع دائرة «التكفير»
- ارتفاع ملحوظ في حالات التسول الالكتروني للربع الأخير 2020
- ولي العهد يُشارك في جلسة حوار استراتيجية في المنتدى الاقتصادي العالمي
- نظام جديد يضمن «انتقالاً مستقراً» للحكم في سلطنة عمان
المقالات > الموجة الأدبية الجديدة في مصر تهرب من السياسة إلى الخيال
الموجة الأدبية الجديدة في مصر تهرب من السياسة إلى الخيال


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/94431.html