استباقا لانقضاء الشهر والدعاء من المحتسبين على وزير العمل المهندس عادل فقيه من الحرم المكي بأن يصيبه الله بالسرطان، أدعو له شخصيا، وأرجو أن تدعو معي، بأن يوفقه الله ويديم عليه نعمة الصحة والعافية ويسدد كل خطاه على طريق توظيف نسائنا المحتاجات إلى وظائف بلادهن التي يتخطفها الأجانب ويشبع منها الغرباء الرجال، الذين يتفننون في بيع المرأة ملابسها الداخلية وعطورها ومساحيقها.
وبعد هذا الدعاء المخلص والصادق لوزير العمل، أرجو أن يرضى المهددون (بدعاء السرطان) من غنيمة الدعاء على مسلم بشيء آخر، وهو أن يقترحوا على الوزير، هم ومن يؤيدهم، أن يخصم من رواتبهم شهريا 25 في المائة تدخل صندوقا نسميه «صندوق غنى النساء عن العمل» يصرف منه على حاجات بناتنا وأمهاتنا اللواتي فرحن بفرص العمل الشريفة التي سدت حاجات أولاد يتامى وأرامل بائسات وأخوات وبنات مطلقات ومعلقات.
وأكثر من ذلك لو أن كل واحد من هؤلاء باع (بشته) الذي قابل به الوزير لغطت قيمة هذا البشت حاجة أسرة (غلبانة) لستة أشهر.. أما لو رضي كل واحد منهم بنصف بيته وتواضع سيارته والتنازل عن مصاريف سياحته الداخلية فستدفن الدراهم هذه الأسر التي تريد الستر وعافية الكفاف في العيش وضروراته.
ونتيجة لذلك، كله أو بعضه، فإن المسألة ليست فزعة تنتهي بالتهديد (بدعاء السرطان)، بل هي مسألة وطنية واجتماعية مهمة من المفترض أن يفهمها (المتفازعون) ويساندوها إن كانوا يرون ضرورة أن يعيش كل إنسان بكرامه. من السهل أن ترسل النساء إلى الفقر والحاجة واحتمالات الضياع والتفكك والانحراف لكن من الصعب أن تأخذهن إلى حيث الأمان من كل ذلك، إلى العمل الشريف والمضبوط بالأحكام والقوانين التي تضعها وتراقبها الوزارة المعنية. إلغاء الشيء أسهل بكثير من إبقائه .. والبقاء دائما للأسلم والأقوى .. والوزير ونحن أقوى بسلامة نيتنا ومقاصدنا.
نقلا عن اليوم