قال الباحث في التاريخ الدكتور فائز الحربي، أن أوروبا بدأت نهضتها عندما وضعت التاريخ على مشرحة التحليل وقامت بتنقيحه، في تأكيده على أهمية دراسة وتحليل التاريخ بصورة موضوعية بعيدا عن التخيلات والمغالطات التي تعيق فهم التاريخ بصورة علمية دقيقة. جاء ذلك ضمن الندوة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس الثلاثاء تحت عنوان “مناهج دراسة وقراءة التاريخ” بحضور نخبة من المختصين والمهتمين بدراسات التاريخ، وأدارها الأستاذ عيسى العيد.
وتناول المحاضر تعريف التاريخ وأهمية دراسته والأسس العلمية التي يبتني عليها، موضحا أن المصادر الأولى للتاريخ بدأت من النقولات ثم النقوش والكتابة ثم التصوير والصوت الذي أحدث ثورة في طرق التوصل لحقائق تاريخية مهمة وتأكيدها. وأضاف أن من معايير دقة المؤرخ هي العلم والأمانة والفطنة، مشيرا إلى أن الخلل في معرفة التاريخ قد يكون مشتركا بين المؤرخ والمتلقي. وعدد مناهج المؤرخين وطرق عملهم، مؤكدا أن معظم التواريخ تنقل عن بعضها ولم يكن هناك اهتمام كاف بتحقيق النصوص التاريخية، معددا نماذج من أشكال التزوير والمغالطة في القضايا والأحداث التاريخية.
ودار نقاش في الندوة حول سبل تحقيق الوثائق التاريخية والطرق العلمية لذلك، والاشكالات التي وقع فيها بعض المؤرخين في مختلف المراحل، وأهمية التاريخ الشفهي كأحد مصادر التوثيق، وكذلك ضرورة تأهيل الباحثين في مجال التاريخ من أجل تدقيق المصادر التاريخية. وحل الأستاذ علي حجي السلطان ضيف شرفٍ على المنتدى وأثنى في كلمته على جهود المنتدى معتبرا إياه رافعة حقيقية لوعي المجتمع وثقافته، وناقش بعض ما ورد في المحاضرة من أفكار.