وقالوا في الشرح التقديمي، يُعد رمسيس الثالث آخر الملوك الأقوياء في الأسرة العشرين من الدولة الحديثة، وقد شهد عهده إصلاحات إدارية واقتصادية وشن حملات عسكرية لتأمين حدود الدولة المصرية ومواجهة الغزوات الخارجية، وسعياً منه لبسط النفوذ الاقتصادي، قاد حملات للسيطرة على مصادر النحاس والذهب والأحجار الكريمة، في سيناء والمناطق المجاورة، ومن ضمنها جنوب شرق الأردن، إضافة إلى تأمين الطرق التجارية بين جنوب الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام وأوروبا.

وأشاروا، إلى أن الكتابات المصرية القديمة وثّقت حملة رمسيس الثالث، كما تم اكتشاف خراطيش ملكية له في سرابيط الخادم بسيناء، وتمنا جنوب شرق النقب في فلسطين، إلا أن الأدلة الأثرية المادية على امتداد تلك الحملة إلى قلب الجزيرة العربية لم تظهر إلا بعد العثور على خرطوش ملكي له في تيماء شمال غرب السعودية عام 2010.

وأكد الباحثان أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي، ويسلط الضوء على الروابط الثقافية والتجارية والعسكرية التي جمعت مصر بجنوب بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية عبر العصور، مشيرين إلى أن عملية توثيق النقش تمت بالتعاون مع محمد ظميان الزلابية من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ما يعكس تكامل الجهود الوطنية والتعاون العربي في صون التراث المشترك.

وقامت وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب، بتكريم زاهي حواس، تقديراً لمسيرته الأكاديمية والمهنية الحافلة، وجهوده العالمية في مجال الإكتشافات الأثرية وصون التراث الإنساني.