تتعدد وسائل الإعلام الحكومي سواء مرئية أومقروءة أو مسموعة ، وهنا أركز على المرئي والمسموع، فالواضح أن هناك تحفظات في التوجه الاستثماري لها، من باب أنها لا تهدف للربح، ولا أعرف سرا لعدم البحث عن تحقيق ربح والمنافسة أيضا للوسائل الأخرى ، فقد تركت الساحة للمنافسين، كما هي الآن في إذاعات «إف آم» والبحث عن الربح والإيرادات يجب السعى له لسبب أساسي هو «التطوير» و «التغيير»، فعدم التغييرفي الوقت الذي يسير الآخرون بسرعة عالية يصعب معها اللحاق بهم مستقبلا، كما هو الواقع الحالي سيضع مصاعب كبيرة جدا أمام الإعلام الحكومي للمواكبة، فالإعلام الآن اصبح متغيرا كليا، من خلال ثورة النت ووسائل الإعلام الجديد الذي وضعت الخبر والحدث في نفس اللحظة وليس بعد ساعة أو في الغد، وأيضا القدرة على التغطية بمكان الحدث بشمولية عالية.
التخصيص هو الحل للإعلام الحكومي، ونتفهم أن يكون هناك إعلام حكومي بشكل أو بآخر، ولكن ما الذي يمنع من تخصيصه ويتجه ليكون تجاريا، ويحصل على إيرادات وتحقيق أرباح حين تتوفر الإدارة الجيدة والكفاءات المؤهلة والمدربة، ويصبح ممولا لنفسه، ويستقطب الكوادر، وأبرز أمثلة على النجاح هي القنوات الرياضية وراديو «إف أم» والكم الهائل من الإعلانات التي يتم التسويق من خلالها، والقدرة على بيع الحقوق للكثير من المناسبات سواء رياضية أو غيرها، ستحتاج دعما حكوميا، لكن اثق أنه سيعتمد على نفسه في ظل سوق سعودي عالي الاستهلاك للسلع والخدمات ويبحث عن الترفيه بوسائل عديدة، ولكن لا يحصل على ريال واحد من المداخيل لأن كل إيراد يذهب للمالية، ماذا لو كان الإيراد يعود لوزارة الإعلام حين تتحول للقطاع الخاص كما سيحدث في الخطوط السعودية والكهرباء والاتصالات ؟ لقد تطورت كل الخدمات وتحسنت وهذا هو المطلوب بل وانخفضت الأسعار، ونأمل أن يسير الإعلام في نفس الإتجاه
نقلا عن الرياض