هل يعقل، أن مصر التي أنجبت العباقرة والنابغين، في كل العلوم والفنون، لا تستطيع أن تنجب عباقرة سياسيين، لذلك جثم على صدرها الحكام طيلة حياتهم، ولم يتخلصوا منهم إلا باقتلاعهم عنوة؛ ثورة أو اغتيال أما الموت فيمثل ندرة، ثم لا يجدون سياسيا نابغا يعتلى عرش مصر أم الدنيا ويخلصها من أزماتها ويضعها في المكانة التي تستحقها عراقة وتعداداً وثقافة وسياسة ونباغة.
كنت في مصر قبل وخلال وبعد الانتخابات الرئاسية التي حصل فيها مبارك على أعلى الأصوات، وكنت أطرح هذا السؤال على كل من ألتقي به من المصريين: من هو مرشحك؟
فوجئت بالجواب على لسان الجميع ( هو في غيره) أي حسني مبارك! ثم أطرح نفس التساؤل الذي قدمت به المقال فلا أجد جواباً شافياً، ولكن واقع الحال وقتها يشى بالحقيقة خصوصا بعد انتهاء الانتخابات، والحوادث التي حدثت لبعض المنافسين ,أيقنت أنه لا أمل!
عندما فتح الباب للتنافس على كرسي الرئاسة في آخر حقبة لمبارك ظننت أن وجوهاً فتية ستبرز بعقولها النابغة، واليوم انتابني نفس الاحساس، وأن شباب الثورة سيجيدون اختيار مرشحين يحققون أهداف الثورة، لكن خاب ظني مرة أخرى وأنا أرى الوجوه القديمة وقياديي الأحزاب الاسلامية والدعاة على رأس القائمة.
ثورات الربيع العربي قامت من أجل التغيير، تغيير النظام القديم بعدته وعتاده وإحلال حياة جديدة سياسية واقتصادية، بوجوه جديدة نضرة وأجساد مكتنزة بفورة الشباب، إلا أن ما حدث ويحدث في دول الثورات مختلف ومخالف لكل التوقعات.
هل تحويل الفكرة - التغيير- إلى واقع سياسي صعب أو أنه مستحيل، أو أنه شبيه بالعالم الافتراضي الذي ساهم في اشتعال الثورات؟ إذن أين الشباب؟ هل ترك الميادين وأهداف الثورة وفكرتها الكبرى وعاد إلى عالمه الافتراضي، وترك الممارسة السياسية للوجوه القديمة؟
رأينا هذا في تونس وليبيا أما اليمن فتلك مهزلة المهازل أو كما يقولون: ( زي ما رحتي زي ما جيتي) وهاهي الوجوه المرشحة لكرسي الرئاسة المصرية تثبت بأن " قديمك نديمك"
يوم الأحد 8 إبريل 2012م أقفل باب الترشح على 21 مرشحاً آخرهم عمر سليمان ممثل المؤسسة العسكرية وكأن القائمة لم ترق لطموح العسكر فدفعت بأحد رجالاتها يوازن الخلل في القائمة من وجهة النظر العسكرية.
عمر سليمان الذي رفض من قبل الثورة المصرية في 10 فبراير، لتولي صلاحيات السلطة حسب اقتراح مبارك، ومضى إلى غياهب الصمت بعد تنحي مبارك ماالذي حرضه على الترشح لرئاسة مصر، أو أن الشعب المصري لا يوجد فيه من يصلح للرئاسة إلا من رجالات المؤسسة العسكرية؟!
كنا نأمل أو كنا على ثقة بأن الثورة التي أزاحت الجبل قادرة على النجاح حتى النهاية، ولأنها جاءت بعد أن فاض الكيل وبلغ السيل الزبى، ولأنها ثورة شباب يملك الكثير من المقومات العلمية والتقنية والاخلاقية التي تجلت في ميدان التحرير وفي الميادين الأخرى في مصر، إلا أن ما يحدث هو نفس السيناريو في تونس وليبيا وليس اليمن ببعيد وان اختلفت التفاصيل كالمسلسلات السورية ( تؤبرني ابن عمي)
الثورة المصرية تناوشتها الأحزاب السياسية والجماعات الاسلامية، وحولت الأهداف إلى صراع، كل فصيل يدفع بمرشح وآخر إحتياطي كي يضمن وجوده في قائمة المرشحين والباقي أي الحملات الانتخابية فهي سهلة وميسورة سواء للمؤسسة العسكرية أو الجماعات الاسلامية أما باقي المرشحين فليس لديهم غير استنفار الوعي السياسي للشعب المصري كي يختار مرشحاً فتياً نقياً ينهض بمصر ويخرجها من أزماتها لحياة رغيدة يستحقها شعب مصر.
نقلا عن المدينة
- اكبر سجادة زهور تجذب زوار مهرجان الورد الطائفي
- “تقويم التعليم” تعتمد 3 مؤسسات تعليمية و42 برنامجاً أكاديمياً لنتائج شهر أبريل 2024م
- مجمع الفقه الإسلامي الدولي يثمّن بيان هيئة كبار العلماء في المملكة بشأن عدم جواز الحج دون تصريح
- مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية
- إبرام أول صفقة بين جامعة أميركية مرموقة وطلاب مؤيدين للفلسطينيين
- المعهد الوطني لأبحاث الصحة يطلق مبادرة أبحاث الأوبئة والتقنية الحيوية
- “تعليم جازان” يحقق المركز الأول في برنامج الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي
- الفضاء السعودية تنشئ مركزا عالميا لمجالات الفضاء بالشراكة مع “المنتدى الاقتصادي العالمي”
- فوز باسم خندقجي بالبوكر هو انتصار لصوت الأحرار وللرواية الفلسطينية
- السعودية تستضيف النسخة الـ28 لمؤتمر الاستثمار العالمي في نوفمبر القادم
الانتخابات في مصر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alwakad.net/articles/72062.html