هكذا ببساطة سقطت التنافسية بصيحة مدوية شهدتها ساحات تويتر، التي أصبحت تشاركنا حياتنا اليومية، حيثأعلنت الإدارة العامة للمهرجانات بمنطقة الباحة فوز مصمم من أصل 150 مشاركا من داخل وخارج المملكةلمسابقة تصميم شعار فعالية «صيف الباحة»، وما إن أعلنت الإدارة عبر حسابها في تويتر وأرفقت التصميم الذييتضح ضعفه الفني لغير المتخصص إلا وأنهالت التصاميم الأخرى المنافسة والتي فاقت التصميم الفائز بمراحلواضحة، حيث كان التصميم الفائز قد استعان بصور جاهزة من قوقل وفق ما تم إرفاقه من المتنافسين، بالتالياشتعلت الردود بين حسرة وألم وبين شعور بالخيبة لأن الفجوة بين التصاميم كانت ظاهرة للعين المجردة، ومعالتمعن ستجد أن التصميم الفائز ليس بالسيئ لكن من غير العدل أن يستخدم على حساب وجود شعارات عبقريةوفريدة وجديرة بالفوز.
هكذا سقطت التنافسية، لا تعلم ما الأسباب لكن بكل صراحة أصبحت لا أستهوي فكرة المسابقات والترشيحات بلحتى المناصب التي يكون التصويت أو الترشيح آليتها، فالجمهور ما زال يميل للعاطفة ولأمور غير منطقية، ضحكتكثيرا عندما جائني اتصال لاستلام مهمة كنت قد ترشحت لها قديما، وقالت الجهة المنظمة بكل انعدام للمهنية«ودنا نعطيك المكان» ً ، عذرا! هل هذه المهزلة ونظام «الشرهات» هي التي تحكم العمل المؤسسي لدينا! ماهذا! ما الذي يحدث؟ وكيف سيثق المبدعون بأن أصواتهم ستصل وأن مكانهم محفوظ أمام هذه الترسانة «شدلي وأقطع لك».
يا عيباه، فعلا عيب وخلل إن لم يعالج في هذه الفترة بشكل حضاري وإداري سنبقى في رحى المجاملات، وهكذايرحل المبدعون، فعليا نحن من نحتاج هذه العقول، تخيل أن تتنافس بمهنية ثم يأتي شخص يأخذ مكانك فقطلتحزب الناس من حوله لا تهمني كل خرافات الانتماءات وهذه التحزبات تحدث ليس فقط بالمناطقية بل حتىبالعواطف والاستحواذ الذهني المشوه، المطلوب هو أن تعيد حساباتك كمواطن قبل أن تمنح صوتك لأحد والأهملا تمنح عقلك لأحد، ولا تضع أحدا لا يستحق فوق موضعه، بل حتى من يستحق اجعل له احتمالا للخطأ، العواطفالمتطرفة لن تبني مستقبلا.
أشعر بالأسى لهؤلاء المتنافسين الذين شاركوا مشاعرهم وهمومهم مع الناس، وأتمنى من الإدارة أن تعيدالتصويت أو تتجنب مستقبلا هذه المشاكل التي جميعنا في غنى عنها، لا يمكن أن نقصي المجتهد فقط لأنه لايهمنا أمره، المجتهد قادر أن يثبت نفسه في كل مكان وقادر على صناعة اسمه عاجلا أم آجلا، وأقول لكل منذاقوا من كأس الخيبات أشارككم هذا النخب وأنا سعيدة بكل خيبة تجرعتها لأنها لم تزدني إلا قوة وصلابةوالقادم أجمل
نقلا عن عكاظ