دأب حراس الصحوة في زمن مضى -الله لا يعيده- على ربط كل حدث بذنوب البشر، حتى تبلورت لدى الناسنذر عذاب... أو عذاب
ُأفكار مريعة، فالرياح وشح الأمطار أو زيادة معدلها والزلازل والفيضانات والبراكين كلها
واقع، فهل ذهبت هذه الأفكار مع أفول الصحوة؟لا ننفي ما ورد في كتاب الله من قصص وعبر لأقوام ابتلاها الله بعقابه وسخطه فسلط عليهم الكوارثكالرياح العاتية والفقر والفيضانات وانتشار الحشرات وآفات الزرع والأمراض والقمل والدم والصيحة والصاعقةوالرجفة وغيرها، ولكن بعض جهال القوم في وقتنا الحاضر يعزون كل حدث إلى نتيجة حتمية لأفعالنا التي لاتتواءم وأفكارهم المغلوطة، فحالة الكسوف الحلقي للشمس والتي حدثت الخميس 26/12/2019 هياظاهرة كونية متكررة تحدث عندما يحجب القمر معظم قرص الشمس ويبقى جزء خارجي من الشمس مكونحلقة تحيط بالقمر، وأقصى مدة زمنية للكسوف الحلقي 3 دقائق و40 ثانية، وعند ذروة الكسوف الحلقييغطي قرص القمر ما يقرب من 97 %من كامل قرص الشمس فتحدث تلك الحالة النادرة من الكسوف،
وعندما نتحدث عن الكسوف كحالة علمية يغضب البعض ويتبرأ من هذا التفسير العلمي لأن الفكرة الراسخةفي ذهنه هي العقاب ولا شيء غيره، ولن يقبل أي تفسيرات علمية، وهنا تحضر الأسئلة الحتمية: ماذاارتكبنا من ذنب ليعاقبنا الله ويعاقبنا الله بثلاث دقائق كسوف؟ ولماذا يتلذذ البعض بربط الظواهر الطبيعيةبالذنوب؟ هل هي قناعة منهم بأنهم يستحقون العقاب من الله؟ أم فقر في ثقافتهم الدينية وجهلبأعمال الأقوام التي استحقت العقاب ممن قتلوا الأنبياء وحاربوا من آمن بهم وأفسدوا في الأرض وبطشواوأهلكوا الحرث والزرع وأبادوا البشر وكفروا وكذبوا برسالاتاللهإلخ، أين نحن من تلك الأقوام ومساجدنا تزدحمبالركع السجود وأرضنا مهد للرسالة وتضم أطهر البقاع وتقوم بخدمتها وخدمة ضيوفها من حجاجومعتمرين، أين تلك الأقوام التي استحقت سخط الله من مجتمع حافظ لدينه وكتاب ربه يحكم بالعدلوينصف المظلوم ويعاقب الظالم والباغي؟ أليس ربط الظواهر الطبيعية بأفعال لا تروق للبعض هو ظلمد وجهل موغل يستحق جرعة مكثفة من الوعي بأسباب العقاب والثوابنعم الشمس والقمر آيتان.. ولكن لنفع الإنسان وليس لحجبها عنه وهو لم يرتكب خطيئة بحق ثوابته، فرحمةالله وحكمته أشمل وأعظم من هذا الفهم الضيق والقناعات الهزيلة!ا كقوم عاد وثمود ونوح ولوط وشعيب، وقد
ًا.. سألت أحدهم: لماذا يعاقبنا الله ونحن لم نرتكب ذنوبأكرمنا الله بالتمسك بدينه، أليس ذلك تأليا على الله وظلما لخلقه فقال ما حدث في موسم الرياض كفيلبوقوع الكسوف، ويقصد فعاليات الترفيه، وتذكرت مباشرة ما كان يروج له البعض قبل سنوات حين كانمهرجان الجنادرية هو الترفيه الوحيد وكان توقيته يصادف موسم الرياح على المنطقة فكانوا يربطون تلكالرياح بعذاباللهبسبب العروض الفلكلورية في الجنادرية.. وسلامة فهمكم!
نقلا عن عكاظ