أشجارٌ تنمرت على المكان لا تُقص ولا تُهذّب، تسلقت عواميد الإضاءة فحجبت أنوارها رغم أن بعض هذه العواميد لمباتها محروقة أصلاً لا تعمل، والتي تعمل إضاءتها صفراء وأخرى بيضاء. عواميد صدئة معوجة خرجت أسلاكها وأصبحت عالة على الشارع وساكنيه، دون أن تكلف الأمانة نفسها تهذيب هذه الأشجار وقصّها، والعناية بهذه العواميد وصيانتها وتوحيد إضاءة الشوارع وإصلاح المحروق منها وفك ارتباطها بأغصان الشجر.
أرصفة جدة ما بين مكسور بلاطه ومخلوع، في نهاية كل رصيف كومة حجارة ومخلفات خرجت منه وتكومت بجواره، أرصفة بعضها ارتفع عن الأرض وأخرى تساوت بالأسفلت تكسرت جوانبها وضاعت معالمها، شكّلت تشوّها بصريا في انبعاجها وهبوط بلاطها وتمدد جذور أشجار (البرزوميا) على جوانبها، خرجت بها أوضاعها المزرية عن معنى (رصيف) لتشكل كتلة خراب وأذى لمستخدميها. أمام كل سوق تجاري أشجار ناشفة، لمبات محروقة، أرصفة مكسورة، حفر على الأسفلت، أكوام من الزبالة مخلفات بضائع، برك مياه، لوحات دعائية لا رابط بينها نصف لمباتها محروقة، في تلوث بصري مع سبق الإصرار دون أن تتحرك إدارة المركز لإصلاح هذه التشوّهات أو تجبرها الأمانة على إزالتها وتحسين منظرها.
حدائق عامة مهملة يسودها الفراغ، مرتع للقطط والحشرات ولعب الفئران، أشجارها ناشفة، ليلها ظلام دامس، ونهارها تلوث وغبار، تبث الرعب وتبعث الفزع، تزيد من كآبة المنظر وتلوث البيئة. لا خضرة فيها ولا ماء وكهرباء محسوبة على المواطن (كحديقة)، لم تعمرها الأمانة ولم تتركها لأهالي الحي عمارتها.
عمائر وفلل واجهاتها مقشرة تتسلقها الرطوبة وعوامل الإهمال، حفر على الأسفلت من غسيل السيارات دون رقيب أو حسيب، يفرض على المُلاّك التجديد وطلاء الواجهات وإزالة الناشف من الأشجار ومنع غسل السيارات وإصلاح الأسوار وإزالة التشوهات.
أراض بيضاء وأخرى في طور المعمار سوّرها أصحابها أو المقاول بصفائح الزنك المستهلك إسودّ لونه وتكسّرت أوصاله، سقط بعضه بفعل الهواء عليه كتابات حمراء وسوداء (يُرجى مراجعة الأمانة)، سنوات تمضي والحال على ما هو عليه. عَلِم المالك أن الأمانة أقوال بلا أفعال وجعجعة دون طحين.
أسفل الكباري ظلام دامس وأعمدة أسمنتية صماء لا يغطيها رخام ولا رسومات تشكيلية بيد فنان يغطي عوار المكان. فقط مخلفات وأتربة في الأركان وأكياس بلاستيك تستلقي على العمدان. أنفاق صامتة تنطق وحشة وكآبة.
هذا غيضٌ من فيض، أمور بسيطة يمكن معالجتها من قبل مسئولي البلديات الفرعية الذين نسمع عنهم فقط ولا نراهم على أرض الواقع، نسمع عن إدارة للصيانة وأخرى للإضاءة وثالثة للمشاريع في برج الأمانة الأنيق بتجهيزاته وإطلالته البحرية الفريدة، فهل تعجز الأمانة في إخراج مدينة جدة من حالة الفوضى والخراب وعن مراقبة الجودة ومحاسبة المقصّر وإفهام الجميع أن جهود الأمانة لن تنجح إلا بتكاتف سكانها مع هذه الجهود وتعاونهم المشترك في المحافظة على المكتسبات التنموية. نريدها حملة واحدة من الجميع لإلباس العروس ثوبا جديدا.