في بلادنا أزمة تعليم مزمنة وقديمة ، والجميع يعرف أسبابها ، ولكنهم عاجزون عن إيجاد حلّ لها، وتكمن الأزمة في أسلوب التعليم نفسه القائم على التلقين والحفظ والاستظهار ، وهذا كما قلت قبل قليل غير خاف على أحد من المسؤولين ، والحل معروف وهو إلغاء التكدس في الفصول التي يصل عدد الطلاب فيها إلى خمسين أو أكثر ، ومشكلتنا واحدة وهمنا واحد ، فالتكدس أو الانفجار السكاني المتسبب في رداءة التعليم هو المتسبب في رداءة الخدمات الطبية فعندنا مرضى ، ولكن لا توجد مستشفيات تستوعبهم ، والحل في الحالتين واحد بناء المزيد من المستشفيات وبناء المزيد من المدارس ، وقد استجابت الدولة لأزمة نقص المستشفيات فصدر الأمر الملكي ببناء خمس مدن طبية ، أما التعليم فلجأ رجاله والقائمون عليه إلى حلين : امتحان القدرة والقياس ، والسنة التحضيرية ، فبالنسبة للقياس فهو كما أريد له يقوم بعملية تصفية فيستبعد الحائزين أصحاب النسب التي تفوق التسعين في المائة ، لأنهم حازوا عليها بالاستظهار الذي ألفوه ، والذي لا يعينهم على استيعاب شيء في الجامعة ، فيتخرجون أنصاف متعلمين ، لا يجدون وظائف في سوق العمل ، ومن هنا فكر البعض في السنة التحضيرية على أساس تقويتهم في اللغة الانجليزية والرياضيات ، ولكن الهدف مع هذه التقوية يجب أن يكون تعويدهم على الاستيعاب والنقد والإبداع ، وعلى القائمين علي الأمر في التعليم العالي تبني هذا التعويد في كل سنوات التعليم الجامعي، وهو ممكن لعدم وجود تكدس مع وجود خمس وعشرين جامعة ، فهل يتسنى لهم تحقيق ذلك؟
نقلا عن الرياض