وضع عجيب وغريب لن أتحدث عن شيعة أو إسماعيلية أو شمولية سنة لكن ما يمثله هذا الوضع العجيب هو نوعية الاختلاف بين السنة حيث نجد عند المتطرفين منهم ما يتخذون من موقف تكفير ضد أصحاب سنة لم يتوقفوا عند الحنبلية فقط.. نلمس هذا الاختلاف عبر شواهد ثابتة وعديدة ومعلنة نجدها في جميع الدول الإسلامية وبالذات في مصر وتونس والجزائر والإمارات وقطر والبحرين والكويت ومستقط وباقي الدول العربية ثم اذهب إلى الدول الإسلامية.. باكستان مثلاً.. الأكثر محافظة إسلامية.. وزيرة الخارجية سيدة اجتماعاتها بالرجال أسبوعية إن لم تكن يومية.. نفس الانفتاح إندونيسيا ثم يبقى التشدد والصراع مع الانفتاح في دول محدودة انطلق منها نظام القاعدة بعد هجرة ابن لادن إلى هناك ومعه الظواهري..
في الحقيقة خصوصاً ونحن نواجه مهمات تطور حضارية وصناعية واقتصادية وتقنية وثقافية نحتاج إلى تأكيد موقف صارم تجاه أقلية سكانية تأتي بأفكار معقدة وترفض كل جديد إنساني وعلمي.. لو كنا ما زلنا في صحارينا كما هو الحال قبل مائة عام أو ربما لا يوجد بين كل ألف مواطن أكثر من عشرة أشخاص علمهم وثقافتهم أنهم يستطيعون قراءة الرسائل وليس الكتب.. بل لم يكن يوجد هناك كتب..
بالله العظيم ما هو مبرر أن يوجد رجال غير معروفين يقومون بتصوير الصحفيات عند مدخل معرض الكتاب أو في داخله مهددين بأن الصور سوف تتجه إلى النت وربما إلى ما هو أخطر..
هؤلاء تجاوزا الحدود ويريدون وهم أقلية أن يفرضوا أنفسهم بمفاهيمهم وفقههم الخاص.. على مجتمع الأكثرية الذي أتته ثقافته من القرآن أولاً ثم تعدد معلومات الكتب ثم تعدد علوم الجامعات ثم حقائق الاتصال مع الشعوب الإسلامية الأخرى..
الخطورة واضحة خصوصاً وأن أصحاب هذه المفاهيم هم الذين يمثلون رحابة موقع إعداد وجزالة الولاء لنظام التطرف..
نقلا عن الرياض