أستغرب وبشدة رفض البعض للتطوير الاستثنائي الذي يحدث في مكة المكرمة أعزها الله وشرفها من توسعة للمسجد الحرام و بناء للأنفاق والجسور والسكك الحديدية، مما جعلها إلى جانب ما تتمتع به من روحانية مقدسة مدينة متطورة وهذا بالتأكيد لا يتناقض مع قدسية المكان التي يرى البعض أنها مبرر لرفض مثل هذا التطوير الذي أصبح حديث كل زائر وخاصة الحجاج والمعتمرين.. ولا شك أن كل ذلك يصب في مصلحتهم وراحتهم.أما الحديث حول انعكاس ذلك على روحانية وقدسية المكان فهذا كلام لا يقبله عقل.. فطالما لم تمس المشاعر المقدسة ولم يغير التطوير معالمها فماذا يضير البعض من هذا التطوير الذي أصبح مطلباً ملحاً في ظل الأعداد المتزايدة للحجاج والمعتمرين.. وهذا التطوير لهذه المدينة المقدسة يعكس حرص القيادة أعزها الله على العمل على راحة الزوار وأيضاً من باب شكر النعم..أما من يرفض هذا التطوير ويرى أنه مساس لروحانية المكان فالكعبة أعزها الله ومقام إبراهيم والصفا والمروة في أماكنها ولم تتغير منذ أن وجدت وحتى الآن أما ما حولها من تطوير فهو بالتأكيد يتغير من عصر إلى عصر.. ومن عهد إبراهيم عليه السلام وحتى الدولة السعودية وكان لكل ملك مر عليها بصمة في توسعة الحرمين الشريفين وهذا سيسجله التاريخ لهم.أما أن يبقى الوضع على ما كان عليه فإنه يتنافى مع التطوير الحاصل حتى على مستوى العالم.. والروحانية غير مرتبطة (ببيوت الشعر والخيام) وإنما بقدسية المكان نفسه.وهذا محافظ عليه منذ سيدنا إبراهيم عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.وأخوف ما نخاف أن يأتي من يقول أن (المايك ) و (التكييف) و(الإضاءة) تؤثر على روحانية المكان وأن هذا لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. وعلينا أن نعرف أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه ولنتذكر قول الله عز وجل (وأما بنعمة ربك فحدث).
نقلا عن عكاظ