كثيرون كتبوا واقترحوا قواعد للسعادة ولكن أكثر المبادئ التي كُتبت تنطلق من بيئات لها مدخلاتها الثقافية ورؤيتها للكون والحياة. ومع أنّ هذه الزاوية تطرقت لهذا الموضوع في أكثر من مقالة إلا أننا نحتاج إلى تعزيز هذه المفاهيم منطلقين من تجاربنا وثقافتنا. وهنا أضع أمامك عشر قواعد مستخلصة من التجارب والقراءات ومعايشة أصناف من البشر أرجو أن تساعد في تحديد بعض معالم طريق السعادة لمن أراد العيش بهناء وتفاؤل.
القاعدة الأولى: عليك بالإيمان الذي يريح الجوارح ويجنبك حيرة الأسئلة الكبرى. لقد التقيت ملحدين ممن كانوا في دائرة الإسلام وسألتهم: هل حققتم السكينة؟ وكان الجواب لا.. بل استبدلنا قلق الشكوك بالمزيد من هموم الأسئلة.
القاعدة الثانية: اعتن وتمسّك بعائلتك وأصدقائك كأثمن ما تملك. وتيقّن أنّك لن تكون دائما شابا أو قادرا على تغيير علاقاتك كما "تشتهي" فعليك ألا تقامر في علاقاتك فسياتي يوم عليك ولن تجد حولك إلا من اعتنيت بهم.
القاعدة الثالثة: لا تحارب أقرانك وتفتّش في عيوبهم وتنشغل بهم عن تنمية ذاتك وقدراتك. وما اصدق المثل العربي القائل: "الحسود لا يسود" عالج حظوظ الغيرة والحسد بتبني المواهب ودعم المبدعين.
القاعدة الرابعة: اشعر بالامتنان والبهجة بما تملك وما تعمل قلّ أو كثر. واعرف كم هي كثيرة تلك النعم التي تملكها قبل أن تحصي الفرص التي فوتّها. أعرف شخصا ممن يسر الله له في الرزق كلما شرب الماء البارد في عطش ردّد في خشوع وامتنان: ربي لك الحمد.. يا الله لو لم ترزقني سوى هذي الشربة الهنيّة لكفتني رضا منك عليّ.
القاعدة الخامسة: احرص أن تترك لنفسك زمنا مخصّصا للخلوة والصفاء. لا تكن ترساً ثابتاً في عجلة الحياة. جرّب أن تقتطع لخلوتك ساعة من يومك واقتنص لها من أسبوعك واختر لها أيام صفو في كل عام كي تخلو في مكان ترتاح له روحك وعقلك وجسدك.
القاعدة السادسة: لا تجعل أخطاءك تطاردك في كل مكان. احرص على تجنب الأخطاء وان حصلت فعليك المبادرة بتصحيحها أولا بأول. ولا تتجاهل مشكلة أنت سببها وعليك مباشرة إطفاء الحريق الذي تسببت فيه، ونم قرير العين في كل ليلة بعد تصفية كل الحسابات.
القاعدة السابعة: لا تتآمر على مخلوق لتحرمه فرصة أو رزقا فستخسر الرهان ولو بعد حين. ولو أيقن المتآمرون أن كل مقدّر مكتوب لارتاحوا وأراحوا. أرأيت من يملك حجب الشمس عن الشروق ومن يملك منع النهر من التدفق رقراقا إلى كل جدول.
القاعدة الثامنة: اعتدل في حزنك واقتصد في غضبك وتوسط في تصرفاتك. لا تحرق روحك بنيران الحزن ولا تشعل وجدانك بشواظ الغضب وتجنّب رذيلة التطرف في التصرف فأنت من أمّة جعلها الله "وسطا".
القاعدة التاسعة: احذف دواعي القلق والتوتر من حياتك سواء أكانت مواضيع أو أشخاصا أو أماكن، ولا تستدع جامعي الهموم ولا تقارب المحبطين ولا تتابع من لا يرى الجمال في هذا الكون البديع.
القاعدة العاشرة: انشر التسامح في كل ما حولك ومارس الغفران وكن من العافين عن الناس. وحتى تصفو روحك تمرّن على نسيان وجوه من أساءوا إليك وسيتولّى رب الزمان كل من أطاع فيك نفسه الأمارة.
نقلا عن الرياض