ب ب سي العربية :
يجري الفاتيكان مباحثات مع السعودية بشأن بناء أول كنيسة في هذا البلد الذي يعيش فيه نحو 1.5 مليون مسيحي والذين لا يُسمح لهم فيه بممارسة طقوسهم التعبدية علانية.
وقال الأسقف، بول- منجد الهاشم، وهو أحد كبار ممثلي بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر في منطقة الشرق الأوسط، إن المباحثات انطلقت قبل أسابيع قليلة.
لكن كبير الأساقفة حذر من أن الفاتيكان قد لا يكون بإمكانه التنبؤ بنتائج المباحثات.
وتأتي المباحثات في أعقاب الاجتماع التاريخي للملك السعودي، عبد الله، مع بابا الفاتيكان خلال زيارته لروما في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي.
ويُشار إلى أن بابا الفاتيكان كان قد افتتح قبل أسبوعين المنتدى الدائم للحوار الكاثوليكي-الإسلامي الذي يُؤمل أن يساهم في إصلاح العلاقات بين الديانتين.
وكان البابا قد ألقى خطابا في ألمانيا عام 2006 أثار غضبا في بعض الأوساط الإسلامية.
ويأتي الكشف عن انطلاق مباحثات بين الفاتيكان والسعودية واللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية بعد افتتاح أول كنيسية كاثوليكية في عاصمة قطر الدوحة وذلك خلال قداس ديني حضره نحو 15 ألف شخص.
وقال الأسقف، الهاشم، سفير البابا إلى الكويت وقطر واليمن والبحرين والإمارات الذي حضر مراسم افتتاح الكنيسة في الدوحة إنه يأمل في إقامة كنيسة قريبا في السعودية والتي يعيش بها العديد من المسيحيين. وأضاف قائلا " المباحثات جارية للسماح ببناء كنائس في المملكة".
ورغم أن سفير البابا أوضح أن نتائج المباحثات غير مؤكدة، فإنه أضاف أن إنشاء كنيسة في السعودية يمثل مؤشرا مهما على "التبادلية" بين المسلمين والمسيحيين.
ولاحظ الفاتيكان أن المسلمين أحرار في ممارسة طقوسهم التعبدية في أورربا، وطالب بالحصول على حرية دينية مماثلة كشرط لإقامة علاقات دبلوماسية.
ويُذكر أن نحو مليون كاثوليكي يعيشون في السعودية، والعديد منهم عمال وافدون من الفليبين.
ورغم أن الكاثوليكيين يمارسون طقوسهم التعبدية في أماكن خاصة مثل المنازل، فإن ممارسة العبادة في الأماكن العامة وإظهار الرموز الدينية مثل الصلبان غير مسموح به.
وكان آخر قس مسيحي طُرد من السعودية عام 1985.
ويشتكي المسيحيون من أن القوانين غير واضحة وأن السلطات الدينية السعودية المسؤولة عن فرض مبادئ الوهابية والتي تتسم بالمحافظة الشديدة في المملكة تلجأ أحيانا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التجمعات الكاثوليكية الشرعية.
وتستشهد السلطات الدينية السعودية بحديث نبوي يقول ما معناه إن الإسلام وحده الذي ينبغي أن يسود الجزيرة العربية.
وقال الأب فيديركو لومباردي، وهو ناطق باسم بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، إننا " إذا استطعنا الحصول على ترخيص لبناء أول كنيسة (في السعودية)، فإن ذلك سيكون إنجازا ذا أبعاد تاريخية".