(CNN)– رأى الأمير السعودي تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية السابق ورئيس مركز الملك فيصل للدراسات والأبحاث الإسلامية، أن النهضة التي تشهدها بلاده في الفترة الحالية على مستوى المشاريع التي تعتمد على عائدات النفط تفوق بما لا يقاس ما تم تحقيقه خلال الطفرة الأولى في العقدين السابع والثامن من القرن الماضي.
ونفى الفيصل، بشدة ما تردد حول أن خطة التنمية الاقتصادية، وما تضمنته من بناء مدن جديدة، راعت تجنب إثارة الشرائح المحافظة من المجتمع السعودي، واعتبر أن الإنفاق المتزايد على التعليم في ميزانية البلاد لهذا العام دليل على أن مستقبل السعودية بين يدي الشباب.
وأضاف الفيصل أن الأخطاء التي ارتكبت في فترة الطفرة الأولى شكلت فرصة للحصول على الكثير من الخبرات التي تطوّع حالياً في الخطط الجديدة، لافتاً أن امتلاك بلاده نقاط قوة أساسية مقارنة بالفترة الماضية، تتمثل في الازدياد الكبير للشرائح المتعلمة.
ورداً على سؤال حول الحجم الهائل لمخصصات التعليم في موازنة العام 2008، والتي قاربت 28 مليار دولار، وفرص مشاركة الجيل الجديد في نهضة الاقتصاد السعودي، اعتبر الأمير تركي ذلك أمراً مؤكداً، وأضاف قائلاً: "مستقبلنا بين يدي الشباب.""لقد قامت وزارة التربية السعودية بخطوة غير مسبوقة، تهدف إلى إجراء عملية تقييم شاملة لطاقمها التعليمي، وقد وظفت من أجل ذلك بعض الخبراء لتقديم النصح حول مستوى المدرّسين، إلى جانب جلب فرق من دول متقدمة على المستوى التعليمي من أوروبا والولايات المتحدة واليابان لتقديم مساعدة تقنية."
ونفى الأمير السعودي، الذي تولى في السابق سفارة بلاده في الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل قاطع ما يتردد عن أن الرياض اختارت مواقع نائية لبناء مدنها الاقتصادية الستة الجديدة التي تعتبر ركائز أساسية في خططها التنموية بهدف عدم إثارة الفئات المحافظة في مدن البلاد التقليدية.
ولفت الفيصل إلى أن اختيار مواقع تلك المدن الجديدة تم بهدف تطوير المناطق التي ستحتضنها، مضيفاً أن سكان تلك المدن سيكونون من كافة شرائح المجتمع السعودي المتنوع الذي يضم ليبراليين ومحافظين على حد سواء