برعت بلادنا منذ تكاملت بنى هياكلها ومنظوماتها الإدارية في كيان سياسي موحد متحد، في العديد من مشروعات البناء والتطوير والتشييد والإعمار لمناطق الحج والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبقية المدن الرديفة التي صارت مدن حج. ولا منة فيما تم من إنفاق على الطرق والجسور.
والإنفاق عاماً بعد عام ليس فقط في الإعمار والتعمير بل في الإمدادات والتموين والبنى التحتية ذات الأثر على الراحة والأمان النفسي لكافة من يقدم للحج والعمرة، بدءاً من السفارات السعودية في الخارج حتى الحج والثج في مشاعر الحج رغم تعدد الألسن والمنابت والأصول والسلوكيات المتنوعة في التواصل والاتصال وممارسة الحياة اليومية في حيز ومكان وزمان قد لا يتجاوز شهراً.
التعامل الإنساني الرفيع من السعوديين كافة مع وفود الله المؤتمرة في أيام الحج ليس مقصوراً على الجهاز الحكومي، بل هو معيار ارتكاز شعبي متعدد الأشكال والأنواع في الخدمات والأعمال في نكران الذات، وتغليب مصالح الحجاج الذين يرونهم ضيوف الله جل وعلا، وهذا في نظري غاية مبررة للرضا من الخالق والخلق.
كل هذا العمل الجبار لم يعلن عنه للعالم كما ينبغي وفق متطلبات الإعلام ووسائله، ما يتم من أكثر من نصف قرن في إعلامنا أنه ما برح إعلاماً مغرقاً في المحلية، يخاطبنا بشكل مكثف عما قامت به بلادنا من أعمال ومشروعات وخدمات في الحج، وهذا ليس هو المطلوب ولا المرغوب مقارنة بما هو مرجو أن يصل ما يمارسه الإعلام محلياً إلى أن يرتقي للعالمية.
ليس بالضرورة أن يبقى نمط التفكير في صياغة الأخبار والإعلان على ما هو عليه ماضياً وحاضراً. وأعتقد أنه بالإمكان شراء وقت في محطات التلفزة العالمية في قارات العالم لبث رسائل قصيرة Public service announcement في مدد لا تتجاوز 60 ثانية؛ لتكون رسائل إعلام وتوعية لا دعاية بل تسويق وتشويق.
ولتكن مدة سريان هذه الرسائل في ساعات الذروة في محطات التلفزة العالمية، وبلغاتها في أميركا والصين واليابان وكوريا وإندونيسيا وماليزيا، والفرنسية والإسبانية والروسية وغيرها من لغات البلدان ذات الكثافة المسلمة التي يفد منها الحجاج. على أن تبتعد الرسائل عن الإنشائية والجمل الوردية التي لا تقدم معلومة، وكذا أن يكون من يقدم الرسائل ممن له مصداقية عالية من مشاهير النساء والرجال في حقول الإعلام والفنون وبعض الساسة الذين سبق لهم الحج.
ولعل بث هذه الرسائل في الطائرات والسفن التي تحمل الحجاج سواء العالمية أو الوطنية قد يكون له شيء من بث معلومات تصل بسرعة شريطة البعد عن المذهبية أياً كانت.
إن الروايات الشفهية تأتي مباشرة من ناس لها مصداقية عالية وتأثير عاطفي، وترسيخ للمعرفة والعلم بالشيء.
الإعلام في الحج مطلوب في أي وسيلة من وسائل الإعلام، لكنّ لكل وسيلة نهجاً في أسلوب الصياغة وطريقة التقديم ومصداقية المقدم لدى الجمهور المستهدف.
نحتاج في إعلام الحج البعد قدر الإمكان عن الرسميين الذين يتبادلون التصريحات عما قامت به الجهات التي يعملون بها من أعمال في الحج.
إن الملك سلمان - رعاه الله - خير من عمل، كما هو يسير ويعمل متبعاً نهج ولاة الأمر ممن سبقوه من قادة الوطن، حيث العمل المستمر بصبر وبصيرة وسياسة لإدارة أعمال الحج ميدانياً بإطلالته على مسارات الحجاج، وبإشاراته لكل العاملين، وكيف كان هو القدوة في تتبعه وتوجيهاته لما يريح ضيوف الله.
بالتزامن مع صحيفة الرياض
التعليقات 1
1 ping
غرم الله قليل
22/08/2019 في 11:04 م[3] رابط التعليق
حيا الله الوالد الغيور على الوطن ..
يا سيدي ما ذكرته يندرج من ضمن مهام وواجبات وزارة الإعلام ..
وكنت أفضل أن سألت سعادة وزارة الإعلام التي نظنها نائمة في العسل (منذ_مبطي) !