في رمضان توجد برامج حوارية عدة، وهذه البرامج عليها بعض الانتقادات التي تتكرر، سواء في رمضان أو في غيره، وهذه المرة سألبس عباءتين اثنتين في النظرللبرامج الحوارية في رمضان، عباءة النقد وعباءة الدفاع عنها، لنبدأ بأبرز تلك الانتقادات الموجهة إليها:
- البرامج الحوارية تبحث عن الشهرة من خلال المشاهير، فهي تحاور المشهور الذي يقدم لها إضافة، وهي غير معنية بالمغمورين حتى لو كانوا يقدمون علما أوثقافة أو شيئا جديدا! رغم أن المفروض أن يحدث العكس أو على الأقل ن يحدث شيء مختلف، وهو أن تقدم الشخص (مهما يكن وضعه) الذي يقدم إضافة للناس،فلم يبق للبرامج الحوارية إلا أن تقول للشهير الذي استضافته: لو تكرمت غرد بالبرنامج في حسابك في تويتر، ولا تنسانا من سنابة من سناباتك، أو حث جماهيرك
على متابعتنا!
- البرامج الحوارية تكرر الشخص المشهور نفسه مرة بعد مرة بعد مرة، فياسر التويجري إن حضر هذه السنة عند علي العلياني فإنه في السنة القادمة عند عبدالله المديفر، وإن حضر الكلباني مع عبدالله المديفر فهو في الأمس القريب عند علي العلياني، والمسألة لا تتعدى تبادل أدوار، حتى يكاد أحدهم يتنبأ بالضيف القادم.
بالمناسبة رامز صار يستضيف الضيف مرتين أو أكثر في برنامجه المسرحي!
- المواضيع هي نفسها كل مرة، يسألون ياسر عن قديمه وحديثه من أفكار وآراء، ويسألون الكلباني عن الغناء ونادي النصر، ويسألون منصور النقيدان عن إخوانبريدة وحادثة إحراق محل تجاري! وكأن هذه المواضيع هي كل ما نتمحور حوله، بل هي أقرب إلى ما يطلبه المشاهدون من برنامج رصين ويخلق اتجاها فكريا،ّ ويطعم الضيوف برامج الحوار في كل مرة بتقليعة تصبح (ترند) في تويتر لمدة 24 ساعة مثل سخف الممثل، أو نقد مصاحب فئة معينة!
أما ما يتعلق بالدفاع عن البرامج الحوارية، فإنني يمكن أن أتلبس حال المذيعين وملاك القنوات لأقول دفاعا عنها بما يلي:
- من الصعب أن يكتشف معدو ومقدم البرنامج كل يوم وجها جديدا قادرا على إشباع حاجة المتلقي، فمن أين لنا بضيوف بقوة البدر بن عبدالمحسن؟ ومن أين لنابشخص غريب الأطوار مثل عبدا بالخير؟ ومن أين لنا بممثلة مثل فيفي عبده نضحك جميعا عليها؟!
- سوق المنافسة الحوارية قوية جدا، ولو صار أحدهم منطقيا مثاليا يقدم الفائدة فإن الناس ستهجره وستذهب إلى ذلك البرنامج الذي يقدم ما يريده الناس منإثارة وجنون، ولا أحد (مذيعا أو قناة) يريد أن تهجر قناته من أجل مبادئه، وهذا لا يعني التخلي عن المبادئ، بل هناك مساحة في المنتصف يجيدها المديفر وعليالعلياني!
- الساحة لا تحتمل المغامرات باستضافة أناس على الهواء قد يوردونك المهالك بسبب أنهم مشاهير حديثو عهد بالشاشة الصغيرة، فلا مبرر بأي حال من الأحوال أننقطف من هم في طريقهم للشهرة قبل الوقت، يعني لا أحد يريدهم أن «يتزببوا (يصبح زبيبا) قبل أن يتحصرموا»!
- لدى القنوات التزامات مالية وأدبية، الأولى تقتضي البحث عن المعلن، والثانية تقتضي البحث عن العميل، والتعمق في القيم النبيلة قد يفقد القناة هذه الالتزامات،
والحل الوسطي موجود، وعلى الرغم من هذا توجد برامج تأتي في أوقات غير أوقات الذرة (العصر والظهر والفجر وقبل السحور)، لمن يرغب يمقابلات للقدامى
(مثل من الصفر)، ومقابلات للنشء الحديث، مثل برامج (صباح الخير)، وغيرها من البرامج التي تعتبر (اختبارات مصغرة) للمشاهير، قبل أن يدخلوا عالم المقابلاتالجماهيرية!
بالمناسبة، وحتى يكون صاحب المقال منصفا، من الأجدر أن أقدم الثناء على النقد، لأن هذا أدعى في قبول النقد، لكني قدمت الانتقاد على مديح البرامج الحوارية،
لأن الناس تحب الانتقاد أكثر من حبها للثناء، خوفا من أن ينصرف القارئ العزيز عن مقالي الكريم قبل أن ينهيه، وكي أكون واقفا في المنطقة الوسطى بين التخليعن ثوابتي وهجران قارئ يبحث عن الإثارة ويكره المنطقية والعقلانية!
نقلا عن صحيفة مكة
- أكثر من 100 مسؤول ومشرع جمهوري سابق يعلنون تأييدهم لهاريس
- ولي العهد السعودي: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة
- فريق بحثي سعودي يطور تكنولوجيا تكشف الأمراض بمستشعرات دقيقة
- الصين تفتح 12 منشأة للأبحاث النووية أمام العلماء العالميين
- جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التكميلي ضيفاً على اجتماع خبراء منظمة الصحة العالمية في الرياض
- تحذير من تناول الخلطات العشبية وأضرارها على صحة الكلى
- الحكومة المصرية: السعودية ستضخ 5 مليارات دولار استثمارات في البلاد
- تعاون لبناء القدرات
- رافد” برنامج لتأسيس مصانع ابتكارية في جامعات سعودية
- وزير الخارجية الكويتي نسعى لطرح «الشنغن» بالقمة الخليجية ـ الأوروبية
عبدالحليم البراك
نقد ودفاع عن البرامج الحوارية!
Permanent link to this article: https://www.alwakad.net/articles/1936466.html