ليسمح لنا أصحاب الرأي الآخر المعارض لإقامة ملتقى النهضة في الكويت بإبداء رأينا المؤيد لإقامته، فما قامت أمة ولا تقدمت بدون تعارض الآراء وتبادلها وقبولها على محمل حسن النية من الجميع. لقد دارت خلال الأيام الماضية رحى معركة شرسة تريد أن تمنع تنظيم هذا الملتقى وانبرى عدد من الناس للاصطفاف ضده بمبررات لا تخلو من ضعف وسوء فهم لموضوعاته وأهدافه.
كان من بين هذه المبررات أنه يجمع مشاركين من مشارب مختلفة دينيا ومذهبيا وفكريا وأنه يخلط في الحضور بين الرجال والنساء. وقد أضيف إلى ذلك كله الأسف لكون بعض المشايخ يشاركون فيه. ولكي لا نذهب في تفسيراتنا أبعد مما يجب فإن ما نعرفه أن المملكة ذاتها تتبنى حوار الأديان وهي سعت إليه سعيا حثيثا وسجلت على طريق هذا الحوار، المهم والمتقدم، حضورا دوليا رفيعا كسب احترام وتقدير كل فرقاء الأديان.
وملتقى النهضة ليس ببعيد عن هذا التوجه السعودي المعروف والمرموق، بل إن ما هو لصالح هذا الملتقى أنه يجمع أبناء وبنات منطقة واحدة، تدين بإسلامها وتعتز به وإن اختلفت توجهاتها ومشاربها. ثم إن استضافة كتاب ومفكرين من أديان وجنسيات أخرى ليس اختراعا للعجلة، فلطالما حضر هؤلاء مناسبات عديدة ومنها مناسبات إسلامية صرفة ليبدوا آراءهم ويستمعوا لآراء نظرائهم من أهل الإسلام، فما الجديد إذا في ملتقى النهضة حتى تثار ضده كل هذه المواقف.؟
أما مسألة اختلاط الرجال بالنساء في هذا الملتقى فهي مسألة لا أظن أنها تستحق التعليق بعد أن أكل الدهر عليها وشرب. الرجال يختلطون بالنساء في كل مكان ولم يبتدع ملتقى النهضة هذه البدعة ليعاقب عليها. وبالتالي فإن هناك شيئا آخر لا نعلمه وراء أكمة ملتقى النهضة. ليس الأمر أمر اختلاف مشارب واختلاط ولا أستطيع شخصيا تصديق هذه المبررات. ابحثوا عن مبررات أخرى أكثر معقولية!!.
نقلا عن اليوم السعودية