المتابع لمخاضات الاحتراب الفكري حول ملتقى النهضة الشبابي الثالث المتطاير شررها على صفحات تويتر والفيسبوك واليوتيوب، يشعر كما لو كان وسط حرب استنزاف حقيقية، تستهدف المحافظة على الكينونة في حرب فناء أو بقاء، وأن ثمة ميراث هائل يمثله ذلك الملتقى المتسم بقوة تقويضية وتغييرية لا محدودة، وبالتالي لابد من الحفاظ عليها قبل أن يعبث بها الآخرون، قطعا ليس سبب الصراع كون الملتقى ينعقد في الكويت في الفترة من 23 – 26 / 3 / 2012 م.
من مآخذ الناقمين على منظمي الملتقى كونه مختلطا يجمع فتية وفتيات تحت سقف واحد، وإذ كنت احترم رأي من قاده اجتهاده لتحريم الاختلاط، إلا أن اجتهاده لا يلغي اجتهاد غيره ممن يقول بجوازه في مثل تلك البيئة الثقافية الجادة، ومن مآخذهم أيضا ائتلاف الملتقين وفيهم الليبرالي، والإسلامي، والشيعي، وكأن الأصل ألا يلتقي هؤلاء إلا على خصام وصدام وليس على حوار ومثاقفة، ناسين أو متناسين أن خادم الحرمين الشريفين هو أول من جمع النخب السعودية من مختلف الطيف الثقافي على طاولة الحوار الوطني وفيهم السني والشيعي والليبرالي !.
من يصغي للغة التأزيم المتشنجة التي ناقش بها الناقمون مخالفيهم يحسب أن مفاتيح العمل الإسلامي كلها قد أودعت هذا الملتقى
من يصغي للغة التأزيم المتشنجة التي ناقش بها الناقمون مخالفيهم يحسب أن مفاتيح العمل الإسلامي كلها قد أودعت هذا الملتقى، وأن ثمة احتكارا ووصاية على تسييرها من هذا الملتقى لا غير، وبالتالي ستفوت كل الفرص الممكنة واللاممكنة على التيارات الإسلامية الأخرى، حتى لقد تراءى لي أن الملتقى سيعلن وينجح في عقد مصالحة بين فتح وحماس، وعلى الهامش ستتم مصالحة ضاحي خلفان بالإخوان والقرضاوي والسويدان تمهيدا لتسمية هذه السنة بعام الصلح !.
بل لم أستبعد أن الملتقى وحده القادر على حل مشاكل البطالة والإسكان في العالم العربي وحل مشكلة العنوسة، إضافة إلى قدرته على فرض وحدة عقدية واحدة بين السنة والشيعة واعتقال كل من يخالف القرار من الطائفتين، وما لم يخرج أي فيتو من الليبراليين أو الإسلاميين أو الشيعة المشاركين فإن الأمم المتحدة والدول العظمى مضطرون لتنفيذ كل مقرراته... وكلام كثير قد يقال لكن واقع الحال أن الملتقى لو تكلم لقال لخصومه ومؤيديه: قد ترجون وتتوقعون مني الكثير لكني بلا شفتين لأنفخ ولست شريم أصلا.. لذا دعوني أحلم !
Twitter:@almol7em
نقلا عن اليوم السعودية