موسكو، روسيا (CNN)– بعد سلسلة من التأجيلات المتلاحقة، وصل القمر الصناعي الأوروبي "غيوف B" إلى مداره الأحد، بعد أن تم إطلاقه بنجاح على متن صاروخ فضائي روسي، ضمن البرنامج الأوروبي لتحديد المواقع "غاليليو"، الذي من المتوقع أن ينافس نظام GPS الأمريكي.
ومن المقرر أن يحل هذا القمر، وهو ثاني قمر تجريبي في إطار البرنامج الأوروبي، الذي من المتوقع العمل به رسمياً في عام 2013، محل القمر "غيوف A"، الذي كان قد تم إطلاقه في أواخر عام 2005، والذي أنهت وكالة الفضاء الأوروبية مهمته.
ويتطلب تشغيل برنامج "غاليليو" الأوروبي لتحديد المواقع، إطلاق نحو 30 قمراً، حسبما أكدت مصادر أوروبية، أشارت إلى أن الخطوة المقبلة تتضمن إطلاق أربعة أقمار دفعة واحدة في عام 2010، للتأكد من فعالية النظام.
وقالت وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" إن القمر "غيوف B"، دخل إلى الفضاء على متن صاروخ "سويوز FG"، تم إطلاقه من قاعدة "بايكونور" في كازاخستان، حيث انفصل عن الصاروخ في حوالي الثامنة ودقيقة واحدة صباح الأحد (2:01 صباحاً بتوقيت غرينتش)، وفقاً للموعد المحدد له.
كما نقل بيان مكتوب، عن مفوض النقل بالاتحاد الأوروبي، جاك باروت، قوله: "إطلاق غيوف B أفضل دليل على أن برنامج غاليليو يسير إلى الأمام في طريقه الصحيح، كما أنه يمثل خطة إيجابية كبيرة لأوروبا نحو استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة."
وقد قام باروت، وعدد آخر من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، بمتابعة عملية إطلاق القمر من محطة "فوشينو" للتحكم الفضائي في إيطاليا، بحسب الأسوشيتد برس.
وسوف يقوم القمر الجديد بفحص واختبار التقنيات التي سيتم استخدامها في نظام "غاليليو"، بما فيها الساعة الذرية، التي تُعد أكثر الأجهزة دقة، وهي الأولى من نوعها التي يتم إطلاقها إلى الفضاء، وفقاً للاتحاد الأوروبي.
وكانت تجربة سابقة لإطلاق القمر "غيوف B" في عام 2006، تم تأجيلها بسبب اكتشاف عطل كهربائي في مراحل الاختبار الأخيرة، قبل قليل من الموعد المحدد لعملية الإطلاق.
وتبلغ تكلفة النظام الأوروبي غاليليو، نحو 4.3 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يغطي مناطق تبلغ ضعفي المناطق التي يغطيها نظام GPS الأمريكي.
وكان مسؤولون بالاتحاد الأوروبي قد كشفوا في وقت سابق، عن التوصل إلى اتفاق بينمع الولايات المتحدة الأمريكية يتيح بموجبه توافق نظام الخدمة الجوالة عبر الأقمار الصناعية الخاص بالاتحاد الأوروبي، مع النظام الأمريكي.
وقالت تلك المصادر إن النظام الأمريكي ونظام "غاليليو" الأوروبي، "سوف يصبحان معياراً واقعياً، وأن مستخدمي هذه الخدمة سيتمكنون من استخدام أي من النظامين، أو كلاهما معاً بواسطة جهاز واحد."