علي الحسيني – بيروت –
أزمة الصورة" هذه كانت شديدة الوضوح في تصويت السويسريين ضد بناء المآذن. والأرجح أن التصويت كان ضدّ المسلمين وليس ضدّ الإسلام كدِين. ما تقدّم ليس تبريراً للآخر بقدر ما ينبغي أن يشكّل حافزاً لدى القيادات الإسلامية المعتدلة لبذل الجهد في سياق طمأنة الغرب والآخر ان الدين الإسلامي هو دين الحق والخير والجمال والتسامح والتواصل والتثاقف.
فرق التصويت أوضح ان 6% من السويسريّين هم الذين ربحوا ضدّ قرار بناء المآذن، وهذه النتيجة لا تخيف طالما ان الحملة ضدّ المسلمين لم تتوقّف منذ إعتداءات "11 أيلول"، في مقابل ندرة للجهود التي تثبت ان أمر الإسلام والمسلمين ليس كما ظهر في هجمات نيويورك.
الأهمّ في ما حصل ان اعتراضات المسلمين جاءت ديموقراطية وحضارية، فلم يحصل أعمال عنف ولا سجّلت الدوائر الأمنية في مختلف عواصم العالم أي حادث اعتداء جسدي أو لفظي في معرض رفض القرار واستهجانه، وهذه بداية الطريق في معالجة "أزمة الصورة".
الخروج من الشرنقة التي وضع أسامة بن لادن المسلمين فيها يكون بمزيد من التواصل والتثاقف، وبالتقدّم بطلب بناء المآذن مجدّداً، ولو بعدَ حين