الإسكندرية، مصر 17 نوفمبر 2018 (شينخوا) في قلب صحراء برج العرب في محافظة الإسكندرية، شمال غرب القاهرة، احتفل العشرات من الصقارين المصريين وطيورهم الجارحة باليوم العالمي للصقارة، وسط حضور جماهيري كبير.
وعند شروق الشمس فوق صحراء برج العرب، كان هاني إبراهيم ، وهو صقار مصري، يراقب صقره بحرص شديد وهو يحلق في السماء، وينقض بسرعة على حمامة صغيرة، أطلقها الرجل كجزء من استعراض مهاراته وصقره في الصيد.
وقال إبراهيم، لوكالة أنباء (شينخوا) بعد أن هبط صقره على يده، إن العلاقة بيني وبين صقري فريدة، مشيرا إلى أنه قضى وقتا طويلا لتدريبه إلى أن أصبحا صديقين مقربين.
وأضاف إبراهيم، إن اليوم العالمي للصقارة الذي يتم الاحتفال به سنوياً في 16 نوفمبر في جميع أنحاء العالم يهدف إلى نشر الوعي حول الطيور الجارحة، من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة مثل العروض والمناقشات وورش العمل المثيرة حول فن وممارسة الصقارة.
وتابع ” إننا ننظم هذا الحدث منذ ثلاث سنوات، وفي كل عام ينضم إلينا المزيد من الناس لمعرفة المزيد عن هذه الطيور المهيبة”.
وأوضح إبراهيم، والذي كان يعمل في مجال تدريب وتربية الصقور منذ أكثر من 30 عامًا، إن نوادي الصقارة المصرية تتبنى مبادئ الجمعية الدولية للصقارة، التي تهدف إلى الحفاظ على فن الصيد بالصقور.
وأردف إبراهيم بينما وقف مجموعة من الزوار على الكثبان الرملية لمشاهدة الصقور وهي تحوم فوق رؤوسهم، أن الجمعية الدولية توصي بالحفاظ على الصقارة، ليس فقط للحفاظ على الثقافة التقليدية التي تبني المهارات العملية للتعاطف مع الحيوانات، لكن أيضا للحفاظ على الطيور الجارحة.
من جانبه، قال سيد السيد، وهو أحد منظمي الفعالية، ومدير مجموعة الصيادين المصريين على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إن هذا الحدث يشارك في تنظيمه أربعة أندية للصقور في مصر، مضيفا أن مجموعته تحتوي على 2400 عضو.
وأوضح السيد لوكالة أنباء (شينخوا)، أن “هذا النشاط يعقد تحت رعاية الاتحاد الدولي للصقارة، حيث أن مصر عضوا في هذه المنظمة الدولية”.
وأضاف السيد وهو أيضا صقار مصري مشهور، إن الصقّارين يوضحون أساليب تدريب قديمة وحديثة خلال الحدث، الذي استمر يومين، حيث نظم الصقارون عروضا للصقور وهي تحلق في قلب الصحراء.
وتابع أن الصقارين أظهروا على مدار يومين مهاراتهم، ومهارات الطيور في الصيد والسرعة، بالإضافة إلى جمال الطيور الجارحة، مضيفا أن مثل هذه الأحداث مهمة أيضًا للصقارين من أجل تبادل الخبرات، التي يمكن أن تساعدهم في المستقبل.
وقال إن مثل هذه الفعاليات تساعد أيضًا الناس العاديين على معرفة هذا الفن، الذي يعد جزءًا أصيلًا من ثقافتنا، مشيرا إلى أن أحد الأهداف الرئيسية لصيادي الصقور في مصر هو مساعدة وتأهيل الطيور المهاجرة، وإطلاق سراحها خلال مواسم الهجرة حتى تتمكن من العودة إلى مواطنها الأصلية.
من بين الجمهور الذي شاهد الحدث حمادة اسماعيل، وهو طالب جامعي من القاهرة، سافر خصيصا إلى الإسكندرية مع أصدقائه، للحصول على معرفة وثيقة عن تربية الصقور في مصر، التي تعد مهد هذا الفن.
وقال اسماعيل لـ (شينخوا)، وهو يحتسي القهوة العربية الساخنة التي قدمها المنظمون للضيوف، ” لقد علمت بالحدث من خلال إعلان على موقع فيس بوك، وأردت أن أعرف حقيقة فن الصقارة”.
وأعرب اسماعيل عن إعجابه الشديد بهذا النوع من الرياضة، على أمل أن يصبح أكثر شعبية في مصر، مضيفا أنه قد يشتري صقرا في القريب العاجل.
