شيء مريع وباعث للهم والغثى ذلكم هو تزايد ما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي في تويتر والوتس اب من بث لفاحش الكلم وبذيء العبارات التي تهدد وحدة وطننا المتحد منذ قرابة قرن من الزمان حين توحد الوطن ضد التشرذم والانغلاق، وصار وطنا جميلا من مختلف المنابت والأصول. والفضل لله وللمناضلين الجند من كل إرجاء الوطن والرفاق لقائد وحدة الوطن الملك عبد العزيز رحمه الله. وما زال هذا النهج متصلا إرثا تتوارثه الأجيال وتتعهد حفظه وثيقة وثقة وتحدثا بنعم الله.
لا اعلم البواعث والدوافع للتفاخر بمنح جوائز واحتفالات تكريم لأناس يغرقون في مدح شاعر يمجد القبيلة ويثير نعرات بعبارات تثير الأحقاد وتدمير ما قد تم تراكمه من وعي معرفي من خلال انتشار التعليم بكل مراحله في كل الوطن.
والعجب أن تجد من يحتفي بمثل هذا من بعض ممن تحسبهم أكثر وعيا وثراءا معرفيا.
اكبر واقدر من يكرمون المبدعين، لكن لا أرى وجاهة أن يقتصر التكريم على منطقة معينة ولعل ما يتم من خلال مؤسسة موهبة هو الأجدر حيث يتم تكريم المواهب دون نظر لأي انتماء فهنا تزدهر كل المنابت والأصول في تنافس من اجل العلم والإنسانية والوطن.
مثير للشفقة أن تجد أناساً قد بلغوا مراتبا ورتبا في الوظائف ينساقون خلف شاعر عامي يرسل شعرا ليس فيه من البناء المجتمعي أكثر من الهدم من خلال اثارة نعرات سقيمة ليس لها نفع او عائد مربح.
والمثير أيضا أن تستأجر قاعات ويدعى مئات للسماع والترديد وربما تحول الحال الى ملاسنات واشتباكات أعتبرها مصيبة تصيب المشاعر والشعور وتنمي العداء لكل مكون جميل من مكونات الوطن.
القبيلة والقبائيلية موضوع طرقه الأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي بوضوح وجلاء لكن هل سبح احد في بحر وشاطئ فكر الرجل، ام جدف في بحر من اللزوجة الخاوية من المنطق.
إن في استمرار مثل هذه السلوكيات والنعرات البغيضة أمر مخجل وربما يثير التساؤلات عن جدوى التربية والتعليم في ترسيخ مفاهيم الوحدة والولاء للوطن.
ولعلي هنا أقتبس تغريدة للداعية الواعظ الصادق سليمان الطريفي التي قال فيها (الفخر بالقبيلة لا يسمن ولا يغني من جوع إذا كان مجردا عن معاني المروءة والشهامة التي تحث عليها عادات العرب. لن يبقى بعد الأخلاق إلا مجرد أصوات فارغة كصوت الطبل)
وبالطبع فليس المفاخرة بأمجاد الوطن ورموز الخير بشيء غريب في الثقافة العربية والإنسانية لكن بعيدا عن التعنصر والتشكيك في عادات وتقاليد الغير.
والمريع في الأمر أن فئام من المتسربين من مراحل التعليم وهواة القص واللصق تمادوا في نقولات وأقوال لبعض الغلاة والمتشددين في مسائل في بعض كتب الفقه تشكك في عقائد الناس ولا تحمل الأمور المحمل الحسن وإحسان الظن ، وكم من اسر فجعت من تصرفات وسلوكيات من هؤلاء الفئام سواء في تحطيم أجهزة بل وحتى قتل آباء وأمهات وتفجيرات عانى منه الوطن.
واقتبس تغريدة للصديق تركي صالح العيادة قال فيها: الوطنية لا تعني أن نكون متوافقين في الطروحات الفكرية والثقافية. والتخوين ليس فقط عملا رسميا قضائيا وإنما موقف فردي وجمعي يستشعره العقلاء. والخيانة من أعمال القلوب قبل أن تتحول الى فعل مضاد. الخائن يعرف بهمزه ونفثه ونفخه فنعوذ بالله من الخائنين والشيطان اللعين)
ولعل مسارعة القيادة العليا لوطننا رأس الدولة الملك سلمان اعزه الله وبمعاضدة وعون من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في إصدار الأوامر المتتالية ضد إشكال وأنماط العنصرية وما يبث من أقوال وأفعال بما كفل ويكفل بحول الله من صد ودفع لعناصر الشر ومن يتبنى أو يساند.
وأسعدني كثيرا ما أعلنته رئاسة امن الدولة من إنشاء إدارة مكافحة التطرف وبثها مقطعا في حسابها يقول (ضد العنصرية والكراهية والفرقة والحقد والإقصاء لأنها أعداء الأديان والأوطان . فلا تكن عونا على نشرها ، ويجب علينا مواجهة دعاتها مهما كانوا. شاركوا بنشرها بيننا لنحافظ على نسيجنا الاجتماعي)
حمى الله بلادنا وقادتها وزادها على بذل الخير عونا ومساندة للبشرية وخلق الله في إرجاء الكون ولنا في توالي استنكار قيادتنا لأعمال العنف في أي مكان المثل الأعلى.
Yosr46@hotmail.com
بالتزامن مع مجلة اليمامة http://www.alyamamahonline.com/ItemDetails.aspx?articleId=3139