فلسطين ـ الوكاد ـ نيفين القيشاوى سرير مريض فارغ في وسط الشارع وسيارة إسعاف معطلة تقف على جانب الطريق وبعض آليات المصانع مثل الخياطة معطلة عن العمل.. وحقائب مسافرين وآلة تعبئة البنزين كتبت عليها لافتة’ لا وقود’، يحيط بكل هذا سلك شائك.
هكذا قطاع غزة بصورته الكاملة، وهذا ما حاولت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن تجسده على أرض الواقع، لتنظم هذه الفعالية الأولى من نوعها في قطاع غزة، قرب مقر السرايا الحكومي في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة
أطفال دخلوا هذه الدائرة الشائكة( مجسم لقطاع غزة) وحملوا لافتات باللغتين العربية والانجليزية رافضة للقطاع المحاصر بشكل مشدد منذ تسعة شهور، ويعاني من نقص كل شي من مستلزمات الحياة الرئيسية بسب إغلاق المعابر.
الصورة لم تكتمل بعد، فالزهور هي الأخرى ملقاة على الأرض، ومجسمات لخزانات المياه الملوثة، وأدوات مدرسية ومتطلبات جامعية، وعشرات المواطنين يقفون صامتين حول وداخل هذه الأسلاك الشائكة وتعابير وجوههم تدل على مأساة القطاع.
رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب المستقل في المجلس التشريعي جمال الخضري، قال في مؤتمر صحفي:’ إن النقص الحاد في الوقود أثر على المناحي الحياتية والبيئية والإنسانية، فسيارات الإسعاف جزء منها توقف، وآبار المياه كذلك، إضافة إلى توقف محطات المعالجة لمياه الصرف الصحي في غزة، مما أدى إلى ضخ مياه المجاري إلى البحر، بمعدل( 40) مليون لتر يومياً، مما يؤثر على الثروة السمكية وتلوث البحر والشاطئ’.
وأكد الخضري على أن هذه الفعاليات مستمرة حتى كسر الحصار، وتنسق فعالياتها في أكثر من( 90) مدينة عربية وأجنبية، وكذلك تتواصل اللجنة على المستويات الرسمية سواء العربية أو الأجنبية لاطلاعها على تقارير دورية للواقع، وآثار الحصار.
وشدد على أن الاحتلال لا زال يحتجز البضائع لرجال الأعمال والتجار الفلسطينيين بأكثر من( 150) مليون دولار في موانئ الاحتلال، ويمنع دخولها إلى غزة دون أي مبرر قانوني، حيث تم استيراد هذه البضائع بشكل قانوني وتم دفع ثمنها والضرائب المستحقة عليها، ولكن الكيان الصهيوني يحتجزها في موانئه منذ أكثر من تسعة أشهر.